|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"في السنة الثانية من مُلك نبوخذنصَّر حَلَمَ نبوخذنصَّر أحلامًا فانزعجت روحه وطار عنه نومه" [1]. يذكر هنا أنه حلم "أحلامًا" بصيغة الجمع، مع أنه لم يرد هنا سوى حلم واحد، لكنه استخدم صيغة الجمع بسبب ما يحمله الحلم من مواضيع كثيرة، أو ربما حلم الملك أحلامًا كثيرة على فترات طويلة تحمل ذات المعنى، وجاء الحلم الأخير يبعث فيه الارتباك، فأرسل إلى المجوس والحكماء يسألهم في أمر هذا الحلم. لماذا لم يذكر نبوخذنصَّر الحلم للحكماء؟ يجيب القديس جيروم على هذا التساؤل، قائلًا: [لقد بقي الحلم في قلب الملك أشبه بظل، أقول، مجرَّد صدى أو آثار للحلم، حتى إذا أعاد آخرون الحلم أمامه يقدر أن يستعيد ما قد رآه، وبالتالي بالتأكيد لن يخدعوه بالأكاذيب ]. ربما مما ضاعف ارتباكه هو نسيانه للحلم، فشعر بالحاجة إلى من يذكِّره به. الله الذي أعطاه الرسالة بالحلم جعله ينساه ليزيد من ارتباكه، مع أنه عادة يتجاهل الناس الأحلام التي ينسونها. ربما كان نبوخذنصَّر يفكر في مستقبل العالم ويطلب إرشادًا من الآلهة، لذا كشف له الرب عن أزمنة الأمم (لو 21: 24). فرأى أن حكمه ينهار ليعقبه إمبراطوريات تظهر وتختفي حتى يملك الرب أبديًا. أدرك الملك وهو يحلم أنه يرى أمورًا غير عادية، وأن هناك رسالة من العالم الآخر موجهة إليه، لا يعلم ما هي. لذا إذ استيقظ نسي تفاصيل الحلم، كل ما يعرفه أنه حلم غريب مُقدم له من السماء، لذا طلب من يذكره بما رآه ويكشف له سره. الله الذي قدم للملك الحلم، هو بنفسه نزع ذكرى تفاصيله من ذهن الملك حتى يرتبك جدًا ويلجأ إلى الحكماء والعرافين. هذا حدث فيما بعد مع الملك أحشويرش حيث أُصيب بأرقٍ ولم يستطع أن ينام، فأخذ يتصفح سجلات القصر ليبدأ الله معه بالعمل لخلاص شعبه من هامان الشرير (إس 6: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي | أخيرًا دخل قُدامي دانيال الذي اسمهُ بلطشاصر |
دانيال النبي | دانيال يفسر الحلم |
النبي دانيال | تفسير الحلم |
النبي دانيال | الحلم المنسي |
النبي دانيال | تاريخ الحلم |