|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تاريخ الحلم: "في السنة الثانية من مُلك نبوخذنصَّر حَلَمَ نبوخذنصَّر أحلامًا فانزعجت روحه وطار عنه نومه" [1]. ربما يتساءل البعض كيف كان الحلم في السنة الثانية لحكم نبوخذنصَّر وقام دانيال بتفسيره بينما كان هو والثلاثة فتية لازالوا طلبة تحت التمرين، لم يقفوا أمام الملك إلاَّ في نهاية الأيام (دا 1: 18)، أي بعد ثلاث سنوات (دا 1: 5)؟ أ. عبارة "ثلاث سنين" قد تُشير هنا إلى جزء من السنة الأولى والسنة الثانية وجزء من السنة الثالثة (قارن 2 مل 18: 9-10؛ إر 34: 14؛ مر 8: 31)، بحيث تشمل سنة التدريب الأولى جزءً من سنة ارتقاء نبوخذنصَّر إلى العرش، والسنة الثالثة جزءً من سنة ملكه الثاني بالحساب البابلي. ب. يرى البعض أن السنة الثانية هنا تعني بعد خراب أورشليم والهيكل وتحطيم المجتمع اليهودي عام 588 أو 587 ق.م. ج. الرأي الأرجح والأكثر قبولًا أن ما ورد في الأصحاح الأول كان في أيام نبوخذنصَّر حين كان مساعدًا لوالده نبوبلاسر في الحكم، أما هنا فيقصد السنة الثانية من الحكم عندما تسلمه منفردًا. نبوخذنصَّر صار ملكًا شريكًا مع والده كعادة الكثير من الملوك في ذلك الحين. حينئذ حاصر أورشليم كملك شريك وقائد للجيش، ثم اضطر إلى ترك الحصار والدخول مع فرعون في معركة كركميش لتمرُّده عليه... وكان والده لا يزال حيًا. وإذ عاد وحاصر أورشليم عام 606 أو 605 ق.م. حيث تم الترحيل الأول، مات والده وانفرد بالحكم. بهذا يتفق النص مع ما ذكره التاريخ. بمعنى آخر كان دانيال ورفقاؤه يتدربون على حكمة الكلدانيِّين في أواخر أيام نبوخذنصَّر كشريكٍ مع والده، ثم وقف أمامه في السنة الثانية من حكمه المنفرد وبعد انقضاء مدة التدريب. يقول القديس جيروم إن السنة الثانية هنا بعد أن ملك ليس فقط على اليهود والكلدانيِّين وإنما على كل الأمم الأخرى مثل أشور ومصر. لهذا يقول يوسيفوس أن نبوخذنصَّر حلم حلمًا عجيبًا عن الأمور المستقبلية بعد نصرته على مصر . يذكر هنا أنه حلم "أحلامًا" بصيغة الجمع، مع أنه لم يرد هنا سوى حلم واحد، لكنه استخدم صيغة الجمع بسبب ما يحمله الحلم من مواضيع كثيرة، أو ربما حلم الملك أحلامًا كثيرة على فترات طويلة تحمل ذات المعنى، وجاء الحلم الأخير يبعث فيه الارتباك، فأرسل إلى المجوس والحكماء يسألهم في أمر هذا الحلم. لماذا لم يذكر نبوخذنصَّر الحلم للحكماء؟ يجيب القديس جيروم على هذا التساؤل، قائلًا: [لقد بقي الحلم في قلب الملك أشبه بظل، أقول، مجرَّد صدى أو آثار للحلم، حتى إذا أعاد آخرون الحلم أمامه يقدر أن يستعيد ما قد رآه، وبالتالي بالتأكيد لن يخدعوه بالأكاذيب ]. ربما مما ضاعف ارتباكه هو نسيانه للحلم، فشعر بالحاجة إلى من يذكِّره به. الله الذي أعطاه الرسالة بالحلم جعله ينساه ليزيد من ارتباكه، مع أنه عادة يتجاهل الناس الأحلام التي ينسونها. ربما كان نبوخذنصَّر يفكر في مستقبل العالم ويطلب إرشادًا من الآلهة، لذا كشف له الرب عن أزمنة الأمم (لو 21: 24). فرأى أن حكمه ينهار ليعقبه إمبراطوريات تظهر وتختفي حتى يملك الرب أبديًا. أدرك الملك وهو يحلم أنه يرى أمورًا غير عادية، وأن هناك رسالة من العالم الآخر موجهة إليه، لا يعلم ما هي. لذا إذ استيقظ نسي تفاصيل الحلم، كل ما يعرفه أنه حلم غريب مُقدم له من السماء، لذا طلب من يذكره بما رآه ويكشف له سره. الله الذي قدم للملك الحلم، هو بنفسه نزع ذكرى تفاصيله من ذهن الملك حتى يرتبك جدًا ويلجأ إلى الحكماء والعرافين. هذا حدث فيما بعد مع الملك أحشويرش حيث أُصيب بأرقٍ ولم يستطع أن ينام، فأخذ يتصفح سجلات القصر ليبدأ الله معه بالعمل لخلاص شعبه من هامان الشرير (إس 6: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي| تاريخ الرؤيا |
دانيال النبي | تاريخ الرؤيا |
دانيال النبي | دانيال يفسر الحلم |
النبي دانيال | تفسير الحلم |
النبي دانيال | الحلم المنسي |