|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملائكة: تعامل دانيال مع كثيرين من الملائكة، خاصة رئيس الملائكة جبرائيل والذي ذكر اسمه لأول مرة في الكتاب المقدس. يظهر في هذا السفر أن ألوف ألوف الملائكة تخدم الله، وتقف بين يديه ربوات ربوات (دا 7: 10). الملائكة أرواح خادمة للعتيدين أن يرثوا الخلاص. فنرى ابن الإنسان يطلب من رئيس الملائكة جبرائيل أن يشرح الرؤى للنبي. الكشف عن العالم السمائي فيما وراء الطبيعة المادية، جعل بعض النقاد المتحررين الذين لا يؤمنون بالأرواح يزعمون أن ما وصفه دانيال في سفره ما هو إلاَّ انعكاس للأفكار اليهودية التي كثرت في فترة ما بعد السبي بكثرة. وقد زعموا أن هذه الأفكار لم تكن بهذا الوضوح في بقية أسفار العهد القديم الأخرى والأقدام! يُرد على ذلك أن لكل سفر طبيعته الخاصة من حيث مضمونه وظروف وزمن كتابته. كُتب سفر دانيال في الأيام الأخيرة للعهد القديم وكان من الطبيعي أن يتكلم عن الأخرويات والعالم السماوي، مثله في ذلك سفر الرؤيا الذي هو آخر أسفار العهد الجديد والذي ركز على عمل المسيح في السماء والعالم الملائكي والأخرويات. كما أن سفر دانيال كتب في ظل السبي البابلي وفي ظروف عانى فيها الشعب من الشتات والغربة والعيش في ظل عبودية لا يُماثلها في تاريخهم القديم سوى العبودية في مصر، ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف يكشف الله عن العالم الملائكي الأفضل وقدرته غير العادية وعمله لصالح شعبه واقتراب موعد المسيا الفادي، ابن داود الذي سيجلس على كرسيه إلى الأبد، ليعلن عن سموه الفائق وأنه هو رب السموات والأرض وخالق الكون، وأنه لم يُهزم كما تصور الوثنيون كما أنه لن يتركهم إلى الأبد. الملائكة أو الكائنات السمائية مذكورون في كل أسفار الكتاب المقدس بعهديه، لكن الحديث عنهم بصورة رؤيوية أخروية في سفر دانيال في العهد القديم وسفر الرؤيا في العهد الجديد، جاء بسبب طبيعة السفرين ونوع الوحي فيهما؛ إذ يتحدثان عن الأيام الأخيرة بصفة أساسية. |
|