إن الارتباط الأدبي الجميل الموجود بين أجزاء هذا العدد الثلاثة ظاهر جدًا. ففي الرجاء نكون فرحين، وفي الضيق صابرين، وعلى الصلاة مواظبين. والفرح في الرجاء أفضل وسيلة لإيجاد الصبر في التجارب الحاضرة. وما أعظم الفوائد التي تتمتع بها النفس إذا تفكَّرت في شخص الرب المبارك .. في اتحادنا معه .. في مُلاقاتنا إياه في الهواء .. في دخولنا به إلى البيت ذي المنازل الكثيرة .. في رؤيته وجهًا لوجه .. في سماع صوته .. في رؤية مجده .. في معرفتنا بصورة أكمل حقائق محبته ونعمته. لا شك أن تأملات كهذه توجد سلامًا في القلوب في أوقات الخوف، وتعزية في أوقات الأحزان والشدائد. وإن حسبنا، كما فعل الرسول، أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا، فلا يعوزنا إلا الصبر.