* إن كان الكلمة مخلوقًا، فكيف يمكنه أن يبطل حكم الله ويغفر الخطية، بينما كُتب في الأنبياء أن هذا من عمل الله؟ فإنه "من هو إله مثلك غافر الإثم ومتغاضً عن المعصية؟" بينما يقول الله: "إنك تراب وإلى التراب تعود" (تك 3: 19)، ويصير كل البشرية مائتين، كيف في إمكانية المخلوقين أن يبطلوا الخطية؟ لكن الرب نفسه هو الذي يبطلها، إذ يقول بنفسه: "إن لم يحرركم الابن" (انظر يو 8: 36)، فالابن الذي يحرر يظهر بالحق أنه ليس مخلوقًا ولا من بين المخلوقات، بل هو الكلمة الذاتي، وصورة جوهر الآب، الذي أصدر في البداية الحكم (بموت آدم) وهو وحده يمحو الخطايا. وإذ قيل بالكلمة: "أنت تراب وإلى التراب تعود" هكذا صار لائقًا أنه بالكلمة ذاته وبه تتحقق الحرية ويصير إبطال الدينونة.