قصة أخرى تُضَاف إلى رصيد قصص حياة الكثيرين الذين بدأوا حسنًا ولم ينتهوا كذلك. ودعونا لا ننسى أن وجود قشة واحدة في سبيكة الحديد كافية أن تكسرها عندما تحين الفرصة المناسبة! «انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا» (٢يوحنا٨).
وأخيرًا، لم تُطوَ هذه الصفحة الكئيبة إلا بإشراقة الرؤيا البهيجة، «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ» (إشعياء٦: ١)، فبعدما هوى العرش الأرضي وفُجِعَ الجميع بنجاسة مَن كان ملكًا عظيمًا ومَثَلا يُحتذَى، ظل كرسي الله ثابتًا عاليًا لم يتأثر بالزلزلة ولا بانقلاب الأعمدة، وظل الكل من حوله هاتفًا بقداسته وعظمته! «إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟ اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ» (المزامير١١: ٣، ٤).
إذا السماء والدنى وأثبت الأركان تمايلت نحو الفنا واستسلم السكان، يبقى سلامي كاملاً، فسيد الأكوان يقول: ”ثق، إني هنا. وأنت في الأحضان“.