سرعان ما طرد الإنسان نفسه بنفسه من الجنَّة ليعيش في وادي الدموع، يئن من ثقل الخطيَّة التي اختارها بكامل إرادته الحرَّة، فصار لها عبدَا ذليلًا. الآن وقد جاء مسيحنا أقام كنيسته جنَّة إلهيَّة مفرحة، ليحيا فيها أبناؤه (أبناء آدم الثاني). يجلس المؤمن تحت الكرمة، ويستريح تحت التينة. ما هي الكرمة سوى السيِّد المسيح المصلوب القائم من الأموات، مصدر الفرح الحقيقي، خمر العهد الجديد؟ وما هي التينة إلاًّ الروح القدس واهب الحب الذي يربط المؤمنين معًا كبذور التينة فتقدِّم طعمًا عذبًا، وتتغلف بغلاف الوحدة الذي يضم البذور في داخلها؟