|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جنَّة فريدة: غرس الرب جنَّة عدن ليعيش آدم وبنوه تحت شجرة الحياة، ليأكلوا ويشبعوا، ويجلسوا ويستريحوا في الرب. لكن سرعان ما طرد الإنسان نفسه بنفسه من الجنَّة ليعيش في وادي الدموع، يئن من ثقل الخطيَّة التي اختارها بكامل إرادته الحرَّة، فصار لها عبدَا ذليلًا. الآن وقد جاء مسيحنا أقام كنيسته جنَّة إلهيَّة مفرحة، ليحيا فيها أبناؤه (أبناء آدم الثاني). يجلس المؤمن تحت الكرمة، ويستريح تحت التينة. ما هي الكرمة سوى السيِّد المسيح المصلوب القائم من الأموات، مصدر الفرح الحقيقي، خمر العهد الجديد؟ وما هي التينة إلاًّ الروح القدس واهب الحب الذي يربط المؤمنين معًا كبذور التينة فتقدِّم طعمًا عذبًا، وتتغلف بغلاف الوحدة الذي يضم البذور في داخلها؟ إنَّها جنَّة فريدة نأكل ونشرب من جسد الرب ودمه، ونرتوي بروحه القدُّوس، الماء الحيّ! بَلْ يَجْلِسُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ، وَلاَ يَكُونُ مَنْ يُرْعِبُ، لأَنَّ فَمَ رَبِّ الْجُنُودِ تَكَلَّمَ. [4] الجلوس تحت الظل هو تعبير رمزي يُستخدم للإشارة إلى السلام الخاص بالأمة والسعادة المحلية (راجع 1 مل 4: 25؛ زك 3: 10). تأسس هذا على العادة التي كانت سائدة أن يبحث الشخص عن ظل مبهج تحت أشجار التين والكروم. ففي الشرق تُستخدم الكرمة بالأكثر للزينة وللظل أكثر من اللبلاب في الغرب. تُقضب الفروع لعمل تعريشة (تكعيبة) في ساحة المنزل. أشجار التين بضخامة فروعها وأوراقها العريضة توجد ظلًا طبيعيًا محببًا للنفس . * يُلمح نشيد الأناشيد إلى (الكرمة وتينة الحقل) بهذه الطريقة: "أحلفكن يا بنات أورشليم بالقوات وفضائل الحقل ألاَّ تيقظن ولا تنبهن حبي حتى يشاء" (نش 2: 7 LXX). هذا هو حقل (البرّ) المملوء سلامًا بعينه، هذا الذي يتحدث عنه الرب أيضًا في المزمور: "كل ما يتحرك في الحقل هو ليّ" (مز 50: 11 LXX). في هذا الحقل توجد الكرمة التي تُعصر وتصدر دمًا، ويغسل العالم ويطهره. وفي هذا الحقل توجد الشجرة، وتحتها يجلس القديسون للراحة، ويتجددون بنعمة صالحة روحية. في هذا الحقل شجرة الزيتون المثمرة تُسحق، فتقدم دهن سلام الرب. في هذا الحقل تنتعش أشجار الرمان (نش 8: 2) التي تظلل ثمارٍ كثيرة في حضن الإيمان الواحد وتبعث فيها دفء الحب. القديس أمبروسيوس * تُشير الكرمة في أماكن ليست بقليلة إلى الرب نفسه (يو 15: 1)، وشجرة التين إلى الروح القدس، إذ الرب "يبهج قلوب البشر" (مز 104: 5)، والروح القدس يشفيها. لقد أُمر حزقيا أن يصنع لزقة من كتلة من التين -أي من ثمر الروح- لكي يُشفى. وكما يقول الرسول عن هذا الشفاء أنه يبدأ بالحب. "وأما ثمر الروح فهو المحبة، الفرح، السلام، الصبر، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، والتعفف" (غل 5: 22-23). بسبب عظمة مسرتهم يدعو النبي هذه الثمار الروحية تينًا. يقول أيضًا ميخا عنها: "يجلسون كل واحدٍ تحت كرمته وتحت تينته، ولا يكون من يرعب" (مي 4: 4). بالتأكيد من يلجأ إلى الروح ويستريح تحته، وتحت ظل الكلمة لا يرعبه ولا يخيفه من يسبب متاعب لقلوب البشرية . ميثوديوس * نقرأ في التكوين أن الله غرس جنة في الشرق وهناك وضع الإنسان الذي شكَّله (تك 2: 8). من له القدرة أن يخلق فردوسًا إلاَّ الله القدير الذي "قال فكان كل شيء" (مز 33: 9)، والذي لم يكن قط في حاجة إلى ما قد أراد أن يأتي به إلى الوجود؟ لقد غرس هذا الفردوس الذي يقول عنه أنه حكمته: "كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع" (مت 15: 13). إنه زرع صالح، فقد قيل عن الملائكة والقديسين أنهم يسترخون تحت شجرة التين والكرمة. في هذا الأمر رمز للملائكة في وقت السلام العتيد. القديس أمبروسيوس لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِاسْمِ إِلَهِهِ، وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. الذين يسلكون في اسم الرب يكون لهم سلام أبدي. [5] * الذين هم شغوفون نحو الصعود على جبل الرب، ويرغبون في تعلم طرقه، يعدون بالاستعداد للطاعة، فينالون في داخلهم أمجاد الحياة في المسيح، ويتعهدون بكل قوتهم أن يكونوا غيورين في كل القداسة. يقول: "في كل بلدٍ ومدينة ليسلك كل واحد الطريق الذي يختاره ويعبد كما يبدو صالحًا له، أما اهتمامنا نحن فهو المسيح، ونجعل ناموسه طريقًا مستقيمًا، نسلك فيه معه، ليس فقط في هذه الحياة الحاضرة أو الماضية بل وما هو أعظم فيما يتعداها". إنه قول أمين: "الذين يتألمون معه سيسيرون معه إلى الأبد، ومعه يتمجدون، ومعه يملكون" (راجع 2تي 2: 11-12؛ رو 8: 17). لكن الذين لا يفضلون شيئًا على حبُّه يجعلون من المسيح اهتماماتهم، هؤلاء يكفُّون عن تشتيت العالم الباطل ويطلبون بالحري البرّ وما هو مُسرّ له، وأن يتفوَّقوا في الفضيلة. مثل هؤلاء كان بولس، إذ كتب: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ" (غل 2: 19-20). وأيضًا: "لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاَّ يسوع المسيح وإيَّاه مصلوبًا" (1 كو 2: 2). القديس كيرلس الكبير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ميخا النبي| محكمة فريدة |
ميخا النبي | ميخا وقوة الروح |
ميخا النبي| يُشير ميخا النبي إلى عشرة مدن |
هل تنبأ ميخا النبي عن مكة والكعبة ؟ ميخا 4: 1-4 و اشعياء 2: 1-4 |
ميخا النبي (ميخا المورشتي) |