|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوجه الأول للصليب هو الوجه المقابل لله الآب: هذا الوجه يختص بالله مائة في المائة. هو فعل كفَّاري. فإذا كنا نقول: أنا مع المسيح صُلبت، ومع المسيح مُت، ومع المسيح قُمت؛ ولكن لا أحد يجترئ ويقول: أنا مع المسيح سفكتُ دمي. هذا عمل يختص به المسيح وحده، هو عمل خاص به، لا نستطيع نحن أن نُشارك فيه. إنه عمل إلهي خاص بالعلاقة التي بين الآب والابن التي تجسد ليكملها من أجلنا. نحن عندما نقول أن المسيح سَفك دمه على الصليب، نتذكر على الفور ما كان يتم يوم عيد الكفارة عندما كان يدخل رئيس الكهنة وحده مرة واحدة في السنة إلى قدس الأقداس وينضح بالدم ويكفِّر عن الشعب. هذا هو تماماً ما فعله المسيح عندما دخل إلى الأقداس بدم نفسه، ونضح على جسده، أي على البشرية كلها، وتراءى أمام الآب والدم عليه، فوجد لنا فداءً أبدياً. واُعتبر هذا ذبيحة كفَّارة عن كل خطية ?قتُرفت من آدم إلى آخر الدهور. الفعل الثاني لسفك الدم والتقدم به للآب مُتَّصلٌ وتابع بالضرورة لذبيحة الكفارة: هو الفداء. المسيح عندما قدم ذاته كذبيحة كفارة والدم عليه أو على البشرية؛ فإن الآب قَبِلَ هذه الذبيحة، هذا هو الفداء، وأصبح الإنسان مفدياً. لقد كانت البشرية كلها أمام الله ميتة، لأن اللعنة جازت من آدم لكل نسله. المسيح تقدم إلى الآب، بموت نفسه، لكي يقدم هذا الموت إزاء كل موت آخر لكل إنسان. فإذْ قُبِل هذا الموت ، أو قُبِلت هذه الذبيحة الكفارية؛ يكون هنا الفداء قد أُكمل. الفعل الثالث هو المصالحة، هو تالي ومتصل اتصالاً وثيقاً بالفعلين السابقين أي الكفارة التي قُدمت وقُبلت؛ وبذلك تم الفداء، ومن ثم صارت المصالحة. فالمصالحة هنا هي استجابة الآب. وهكذا قيل: "وكان الله مصالحاً العالم لنفسه بالمسيح". ثلاثة أفعال سرية، نَقَلَتْنا 3 نقلات مهمة للغاية، كانت نتيجتها إننا كُفِّر عنا واُفتدينا ثم صولحنا مع الآب بدم كريم، دم يسوع الذي بروح أزلي قدَّم نفسه للآب ليطهِّر ضمائرنا من أعمال ميتة. هذا هو وجه الصليب الأول، المواجه للآب. |
|