|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الجلجثة «حِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لاِرْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ» ( لوقا 9: 51 ) كانت الجلجثة أشق وأصعب مكان على الأرض، وامتحان الصليب كان أقسى امتحان. لكننا لم نلاحظ أبدًا أن يسوع المسيح تجنب أصعب الأماكن أو أقسى الامتحانات في هذه الحياة. منذ مولده أضجعته أمه في حظيرة ماشية، وعاش في بيت نجار فقير، وقال: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» ( لو 9: 58 ). لم يركض إلى المسالك السهلة، ولم يختر أقصر السُبل. لقد واصل طريقه إلى أورشليم، وكان طريقه هو الأشق والأصعب. ونحتاج أنا وأنت أن نتبع خطواته. من السهل جدًا أن نختار الطريق الأسهل، وأن نحمل الأحمال الخفيفة، وأن نمشي في السُبل المُمهَّدة. لكن الله يُريد في هذه الأيام رجالاً يُثبّتون وجوههم، ويُكابدون أشق الأشغال، ويُنجزون عملهم بأمانة. في هذه الأيام كثيرون من المؤمنين يختارون من المسؤوليات أسهلها، ويحملون من الأحمال أخفها، ويرغبون في شهادة من نوع مُعْتَبر ومحترم من العالم. لكن هؤلاء لا يستطيعون أن يقولوا إن طريقهم هو طريق الجلجثة. إن صليبهم من النوع الذي يُشبَك على صدر القميص، أو يُعلّق بسلسلة من ذهب حول العنق. ليس هذا صليبًا يُحمَل على الظهر. ولا يستطيعون أن يقولوا بأمانة إن صليبًا كهذا يُكلّفهم شيئًا، وأن مسيحيتهم لها ثمن. إن بعضًا من العاملين يتحدثون في أنفسهم عن ترك خدمتهم لأن ما يرجونه من الخدمة لا يُشبعهم. إنهم يتطلعون إلى عمل أكثر فائدة، وأقل كلفة. ليت هؤلاء يعلمون أن خدمة الرب كان أمامها أورشليمها وجثسيمانها، والثمرة أتت عند جلجثتها. ليتهم يعرفون أن الترتيب الطبيعي لخدمتهم هو هكذا: «الآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا» ( 1بط 1: 11 ). فلا أنا ولا أنت نستطيع أن نُغيّر ترتيب الله أو أسلوبه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يشوع وطريق الله |
طريق الإنسان وطريق الله |
طريق أبليس وطريق الله |
طرقنا نحن البشر وطريق الله للخلاص |
طريق الله وطريق البشر |