|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اصنع مشيئة الله تثبت الى الابد حولنا في العالم اشياء كثيرة جميلة ، اشياء ُ تخطف البصر وتُلفت النظر . وجميل ٌ أن نرى كل ما هو جميل ٌ ونسعد به . جميل ٌ أن نرى ونتأمل ونتمتع ، لكن الخطر كل الخطر حين تزوغ العين ويتعلق القلب ويتمسك بما حوله . الخطر ان نقبض بكل اصابعنا على ما حولنا ونتعلق به . فكل ذلك زائل ، الجميل لا بد ان يفقد جماله ، النافع لا بد ان ينتهي نفعه . لكل شيء ٍ نهاية ، وكل ما له نهاية باطل ، والتمسك بالباطل قبض الريح . كان سليمان الحكيم يمتلك ما لم يمتلكه انسان ٌ قبله او بعده . ثروة ٌ لم يحصل انسان على مثلها . حكمة ٌ لم يتصف بها بشرغيره ُ . قوة ٌ وسلطان ٌ ومجد وطول ايام . ووجد ذلك كله ُ " بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ " . خلق الله آدم وخلق له بيتا ً ، جنة عدن وزينها بكل ما هو جميل ٌ وحسن ، وكان بيتا ً أبديا ً دائما ً . وأخطأ آدم ضد الله وعصاه ، وانقطعت العلاقة بين الانسان والله ، وطُرد آدم من الجنة ، فقد بيته ، القى به الله خارجا ً وهوى الى الارض . واراد آدم ان يبني لنفسه ِ بيتا ً بديلا ً . عمل في الارض بكل قوة . اراد ان يبني على الارض جنة ً جميلة حسنة وتفنن في تجميل الارض. بنى بيوتا ً وقصورا ً شامخة . زرع حقولا ً وبساتين غنّاء . استعاض عن الشمس بالثريا ، وعن قوة الله بالطاقة لصيانة عالمه . حقق كل شيء ٍ اراده ، انشأ واقام وخلق ، إلا الدوام ، إلا البقاء ، إلا الابدية . كل ما عمله ُ يزول ، يمسه الفناء والموت فيفنى ويموت معه . كله من تراب والى تراب ٍ يعود . كل شيء ٍ يمضي وينتهي . يقول يوحنا الرسول : " لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ........ وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ." ( 1 يوحنا 2 : 15 ، 17 ) محبة العالم تمسك ٌ بالعالم واعتماد ٌ على العالم ، وقبض اليد على ما بالعالم . والعالم سيمضي وكل ما به سينتهي وكل جماله ِ وحسنه ِ سيزول . وحين ينتهي العمر ويسكن الجسد ، ينفلت كل شيء ٍ من بين الاصابع ، ولا يبقى في قبضة اليد شيء ، يزول الزائل . فافعل الباقي ، اصنع مشيئة الله تثبت الى الابد . |
|