حديث ممتع لله موجه لا إلى أيوب وحده، بل إلى كل البشرية، ليكشف لها عن الإمكانيات الجديدة التي صارت لنا بالمسيح يسوع. فإن كان عدو الخير "لوياثان" يفتخر على البشرية بقدراته وسلطانه، فإن مسيحنا اصطاده بصنارة، وجعله كعصفورٍ صغيرٍ يلعب به الأطفال ولا يخشونه.
في هذا الأصحاح يعاتب الله أيوب الذي في أكثر من مرة يطلب الوقوف أمام الله وجهًا لوجه لكي يحاوره فيما حلّ به من ضيقات. هنا يقدم الله لأيوب تساؤلات كثيرة محورها: هل تستطيع أن تواجه تمساحًا في النهر وتصطاده، فكيف تطلب مواجهة الخالق؟
إن كان لوياثان أو تمساح النهر مرعب للغاية، ومدمر لحياة الإنسان، فإنه يرمز لإبليس العدو الحقيقي للإنسان. فليس من إنسان يقدر أن يدخل في مواجهة ضد إبليس دون مساندة الله له، فكيف يقدر أن يدخل في معركة مع الله نفسه واهب الغلبة للإنسان حتى على إبليس وكل قواته؟