في المساء، وقت زياح القربان، وبدأتْ هذه الأفكار تزعجني: أليسَ كل ما أقوله عن رحمة الله العظيمة هو ربّما مجرد كذب وأوهام؟ أردتُ أن أفكّر بذلك قليلًا فسمعت صوتًا قويًا وواضحًا في داخلي ويقول لي: «كل ما تقولينه عن صلاحي هو صحيح. فما للغة تعابير ملائمة لمديح صلاحي». كانت هذه الكلمات مليئة بالقوة والوضوح مما يدفعني أن أعلن، ولو كلّفني ذلك حياتي، إنها آتية من لدن الله. يثبتُ ذلك السلام العميق الذي رافقها آنذاك وأستقرّ فيّ. هذا السلام أعطاني من القوّة والمقدرة الكبيرتين ممّا جعل كل الصعوبات والشدائد والآلام حتى الموت وكأنّها لا شيء. هذا النور جعلني أستشفّ الحقيقة أن كلّ جهودي لأعيد النفوس إلى معرفة رحمة الري، تحسنُ كثيرًا لدى الله. وتدفّق من جراء ذلك فرح كبير في نفسي، ولا أعرف إن كان في السماح فرح أكبر منه.
آه! لو شاءت النفوس، أن تسمع فقط، ولو قليلًا، إلى صوت الضمير وصوت الروح القدس: إي إلهاماته قلت «ولو قليلًا»، إننا عندما نفتح مرّة ذواتنا لتأثير الروح القدس، فهو بذاته يملأ ما ينقص في داخلنا.