|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَمُوتُون فِي الصِّبَا، وَحَيَاتُهُمْ بَيْنَ الْمَأْبُونِينَ [14]. هذا ما يقوله المرتل في المزمور (مز 55: 2). الترجمة الحرفية: "سيموتون في صبا نفوسهم"، قد يعيشون للشيخوخة حسب الجسد، لكن نفوسهم تُحسب غير ناضجة؛ قضوا أغلب عمرهم بلا نمو روحي ولا نفع لأنفسهم أو لإخوتهم؛ سنواتهم تحسب كيومٍ واحد (مز90: 4)، أو كساعات قليلة. "حياتهم بين الدنسين"، بين الزناة والفاسقين والفجَّار. جاءت الكلمة المترجمة "المأبونين" لتعني الذين تكرست حياتهم للعبادة الوثنية لممارسة العلاقات الجسدية الخاطئة. وجاءت في الترجمة السبعينية: "حياتهم تُجرح بواسطة الملائكة". إنهم يُحسبون كأهل سدوم وعمورة، لا يُقدم بعد لهم حنو أو رحمة، لأنه كان ينبغي عليهم أن يشهدوا للبرّ الحقيقي، يمارسونه ويكرزون به، لكنهم كرسوا حياتهم للفساد. * "تموت نفسهم في عاصفة، وحياتهم بين المخنثين" [14]... اعتادت أنفسهم على المديح البشري في هدوء مهلك، لكنها تموت في عاصفة مفاجئة... فإن مديح البشر يعذب الأبرار، بينما يجعل الأشرار في زهوٍ. يتعذب الأبرار (من مديح البشر لهم) فيتنقون، بينما ابتهاج الأشرار(بمديح البشر لهم) يؤهلهم للعقاب الأبدي. إذ لا يطلبون مجد خالقهم، يبتهجون بمديحهم، أما الذين يطلبون مجد خالقهم، فيتعذبون من مديح الناس لهم، لئلا ما يقولونه عن الخارج لا يكون له وجود في الداخل. ولئلا ما يُقال حتى وإن وُجد في الداخل يصير باطلًا في عيني الله بسبب هذه الكرامات ذاتها. ولئلا يسحب مديح الناس قلوبهم عن الحزم، وينحدر بها إلى الشعور بالاكتفاء. أما إذا رأوا أن مديحم يقود إلى مجد الله، فيشتاقون إليه ويرحبون به. لقد كُتب: "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)... المتشامخون يكرسون قلوبهم المخنثة للمديح البشري، لأنهم يفسدون بحب الأنا. قيل عن هؤلاء في موضع آخر: "لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم"(2تي 3: 2).. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|