|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم ويوم الجمعة العظيمة ان نموذج مريم في يوم الجمعة العظيمة يعرض لنا رجاء أكثر عند معاناتنا الشخصية فربما يكون هناك وقت نواجه فيه مشكلة او ضيقة كبيرة نشعر فيها اننا مدفوعين نحو حافة المعاناة والألم والحزن ونجرّب بفقد أي رجاء. ان فقد حبيب او فقد عنل او نهاية لعلاقة ما او حيرة ما او رعب مؤلم في الحياة لا يذهب لأي مكان فكل تلك اللحظات اذا ما واجهتنا قد نتسآل:”لماذا حدث هذا” وكيف يمكنني ان أستمر؟ وأين الله في كل هذا؟، وغيرها من التساؤلات والإحتجاجات. عندما تتعرض حياتنا لكي تنقلب رأسا على عقب وعندما تبدو الأرض بعيدة عنا وكأننا نسبح في محيط غير مرغوب فيه وعندما ينزع منا كل شيئ يمكن ان يثبتنا نصل الى نتيجة اننا حقاً لا نملك أي شيئ للتحكم في حياتنا -كيف اننا بشكل جذري نعتمد على الله. عند هذا يمكننا ان نقف مع مريم -مريم الجمعة الحزينة. هذه هي مريم التي اختبرت وتشهد بالإنسان التام والإله التام الذي هو كل حياتها، وكل السبب لوجودها وها هو قد أُخذ منها وعلّق على صليب. هذه هي مريم والتي من الوجهة البشرية تشهد نهاية كل شيئ عاشت من أجله ولم تهرب بعد او تبتعد من تلك الظلمة او انها سقطت في اليأس، بل ظلت واقفة بكل إيمان عند صليب يسوع. كما كتبت الأم تريز ذات مرة:” عند أقدام الصليب سيدتنا رأت فقط ألم ومعاناة- وعندما اغلقوا باب القبر لم تستطع حتى أن ترى جسد يسوع، ولكن انه فقط إيمان سيدتنا وحبها وثقتها وتسليمها العظيم”. نحن أيضا قد يكون لدينا لحظات عندما ننظر لحياتنا ونرى “فقط ألم ومعاناة” وعندما نواجه بتجارب فبعض الناس تضرب وتصرخ وتحاول أي شيئ بكل قوتهم لتغيير تلك الظروف الغير قابلة للتغيير، والبعض الآخر يصبحون فقط يقسون قلوبهم وأكثر في إلقاء اللوم على الله والعالم ويسخطون ويتجنبون من هم حولهم. يظل البعض الآخر قد يحاولون إلهاء أنفسهم من فراغ قلبوبهم ويملؤا حياتهم بنشاط مستمرويبحثون عن الملذات والترفيه والسعادة -أي شيئ ليغطوا الفراغ والألم الذين يشعرون به في أعماق قلوبهم ونفوسهم. ولكن في النهاية لا شيئ في كل انظمتهم للتغلب على ما هم فيه سوف ينجح. مريم في يوم الجمعة الحزينة ارتنا الطريق الصحي الوحيد الذي يجب ان نتبعه: حب بثقة وتسليم مطلق. فبمثالها تدعونا مريم ان نقف معها في تلك الظلمة ونضع ثقتنا في الوحيد القادر ان يحملنا خلال آلامنا فهو القائل:”تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ”(متى28:11). ان مريم الجمعة العظيمة تدعونا لنكتشف بطريقة باهرة قوة التعضيد الحقيقي لنا وليست فقط في معظم الأوقات الصعبة ولكن في كل لحظة من حياتنا. انه هو هو أمس واليوم وغدا، وهـو من أنشدت الـملائكة عند مـيلاده، وهــو من إهـتزت الـمدينة عند لقاءه،وصرخ الشيطان وسقط عند رؤيته. هــو من خرج الـموتـى من القبور عندمـا صرخ ومن يـده أُشبعت الألاف، وهــو من أسكن العـاصفة بـكلمته وجمع الـخراف بصوته وفتح أعين العمي بلمسته. هـو رب الـحياة ومشرّع الوصايا،صاحب الكرم والكرمة والقاضي وحاصد الوزنات وغافر الخطـايــــا. صلاة: ايها الثالوث الأقدس اشعل قلبي بمحبتك واملأه بثمر الروح القدس. آمين. اكرام :سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض |
|