|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عذوبة التمتع بخلاص الله يَصِيرُ لَحْمُهُ أَنْضَرَ مِنْ لَحْمِ الصَّبِيِّ، وَيَعُودُ إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِ [25]. إذ تحدث أليهو عن المسيح الفادي، رفع نظرنا من الضيقات والأحزان والأمراض إلى ما ننعم به خلال هذا الفداء العجيب. عوض الحديث عن الأمراض يدهش أليهو إذ يرى بروح النبوة الإنسان الذي كان منحدرًا نحو الهلاك الأبدي لا يتمتعٍ بالصحة فحسب، بل يصير جسمه أغض من جسم صبي، يتحول من حالة الشيخوخة العاجزة إلى الشباب القوي المملوء حيوية ونشاطًا. خلال الفداء يتمتع بميلاد جديد، ويصير المؤمن خليقة جديدة على صورة خالقه. يصير ابنًا لله في مياه المعمودية، باتحاده بالابن الوحيد الجنس. يصير نعمان الجديد، الذي قيل عنه: "فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر" (2 مل 5: 14). يتحقق فيه قول السيد المسيح لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح روح هو" (يو 3: 5-6). * "جسده أُستهلك بالعقوبات، ليعود إلى أيام صباه" [25]. عندما سقط الإنسان الأول من الله، طُردنا من مباهج الفردوس، وارتبطنا بمآسي هذه الحياة الفانية. ونشعر بألم عقوبتنا مدى خطورة خطأنا الذي ارتكبناه بغواية الحية. فإننا إذ سقطنا إلى هذه الحال، لا نجد شيئًا خارج الله سوى الحزن... فإننا نعاني يوميًا من الحزن في الجسد، وفيه العذاب والموت، لذلك فإن الرب بتدبيره العجيب يغير ما حلٌ بنا بارتكابنا الخطية وذلك بوسائط العقوبة.... "جسده أُستهلك بالعقوبات، ليعود إلى أيام صباه". كأنه يقول: خلال عقوبة موت (موت الإنسان) هبط بعمره المسن، فليرتد إلى أيام صباه، أي ليتجدد إلى كمال حياته السابقة، ولا يبقى في الحال الذي سقط إليه، بل بخلاصه يرجع إلى مباهج حالته التي خُلق عليها أصلًا... إذ أُحضرنا إلى هذه القوة للحياة الجديدة، ليس بقوتنا، وإنما بواسطة المخلص، ليت الرسول (السيد المسيح) يقول في وساطته لهذا الإنسان الذي تحت العقوبة: "ليعود أيام صباه". البابا غريغوريوس (الكبير) يُصَلِّي إِلَى اللهِ فَيَرْضَى عَنْهُ، وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ، فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ بِرَّهُ [26]. بهذا الميلاد الجديد يدخل المؤمن في علاقة مع الله، كابن له دالة لدى ابيه؛ يصلي ويعترف ويسبح ويشكر، مقدمًا بخورًا طيبًا يشمته الله رائحة سرور ورضا في استحقاق ذبيحة المسيح. يتطلع الله أبيه ببهجة قلب، معانيًا وجهه بهتافٍ وتهليلٍ. لا يخشى اللقاء معه، إذ يدرك حقيقة المصالحة التي تمت بالصليب. يسكب الله على مؤمنيه من ثمار الروح بفيض فيحمل أيقونة المسيح وبرَّه. هكذا ينقلنا أليهو من الصراخ بسبب الأحزان، إلى الهتاف كأبناء للآب السماوي، نحمل الطبيعة الجديدة المكللة بالمجد، ونتمتع برؤية وجه الله، ونشارك السمائيين تسابيحهم وهتافهم، ونستتر في برّ المسيح الذي نرتديه ثوبًا بهيًا سماويًا. * "سيصلي إلى الله، فيرضى عنه" يقول بأن الرسول (الشفيع الكفاري) يتوسط أولًا وبعد ذلك الإنسان، فلو لم يتوسط الرب لدى أبيه خلال تجسده، وصلي لأجل حياتنا، ما كان لجمودنا الحي أن يتحرك، فنطلب الأبديات... لكن لأن نور الحق ينفجر بالفرح السري في قلوبنا بعد التجارب، غالبًا بعد أحزانٍ عظيمة، بحق أضيف عن هذا الإنسان المُجرب والمتوسل لدى الله: "ويعاين وجهه بهتاف" [25]. لقد قيل سابقًا كيف يعمل الله بإعلان ذاته لنا، أما هنا فيُظهر كيف أنه يبهجنا عندما يجعل نفسه معروفًا. هكذا فإن يعقوب بعد صراعه مع الملاك قال: "نظرت الله وجهًا لوجه" (تك 32: 3)، كمن يقول: "أعرف الرب لأنه هو نفسه يتنازل ليعرفني". لكن بولس يعلن أن هذه المعرفة ستتم بأقصى الكمال في النهاية، حيث يقول: "سأعرف كما عُرفت" (1 كو13: 12). بعد النضال في الأتعاب وأمواج التجارب غالبًا ما تُسْبَى النفس متهللة، حيث تتأمل معرفة الحضرة الإلهية (التي يمكنها أن تشعر بها لكنها لا تقدر أن تتمتع بكمالها). لذلك حسنًا قيل عن هذا الإنسان المُجرب بعد أتعاب كثيرة: "يعاين وجهه بهتافٍ" [26]. كلما تأمل الإنسان في الإلهيات يستعيض أفعاله الأرضية بنعمة التأمل، لذلك لاق به أن يضيف بُر لأعماله: "فيردٌ على الإنسان بِرَّهُ" [26]. يُدعى "برنّا" ليس كما لو كان ذلك من أنفسنا، إنما صار لنا بالهبة الإلهية، كما نقول في الصلاة الربانية: "خبزنا اليومي أعطنا اليوم". انظروا إننا ندعوه "خبزنا" مع أننا نصلي لكي نناله. إذ يصير لنا عندما نتقبله، ولكن هو خاص بالله، لأنه هو الذي يعطيه. البابا غريغوريوس (الكبير) يُغَنِّي بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخْطَأْتُ، وَعَوَّجْتُ الْمُسْتَقِيم،َ وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ [27]. جاءت العبارة في العبرية: "يغني بين الناس"، وقد اختلفت الترجمات للكلمة العبرية Shiyr وتعني "يغني". يتحول الإنسان من صراخه من شده التجارب والآلام التي حلت به إلى التهليل والتسبيح متغنيًا بنعمة هذا الوسيط الذي فداه وجدد طبيعته بروحه القدوس ووهبه الحياة الأبدية. إنه أخطأ وعوج الطريق المستقيم لكن النعمة غطته فنال المغفرة ولم يجاز على ماضيه. رأى البعض أن الكلمة العبرية مشتقة من Shuwr وتعني "يتطلع حوله" أو "يهتم ب"، أو "يلاحظ". لذلك جاءت الترجمة الانجليزية (KJ* ): "تطلع إلى البشر، وإن قال أحد إني أخطأت وأفسدت ما هو حق ولم أنتفع شيئًا. وكأن هذا العبارة تشير إلى الوسيط الإلهي، مخلص العالم يتطلع إلى البشرية التي فسدت، فإن اعترف أحد أنه أخطأ وأفسد ما هو صالح من طاقات وإمكانيات ومن مراحم وبركات قُدمت له من قبل المخلص وأن هذا لا ينفعه شيء، فسيعمل المخلص فيه . تحت ضغط التجارب أو تحت التمتع برؤية الوسيط إن اعترف أحد بخطايا واعوجاج سلوكه يتمتع بالمراحم الإلهية. بهذا يقدم لنا أليهو نظرته إلى التجارب بكونها تأديبًا من الرب غايته أن يرجع الإنسان إلى نفسه ويكتشف أخطاءه ويشعر باحتياجه إلى الفادي فينعم بالمراحم الإلهية. بقوله: "عوجت المستقيم" قد يعني أخطأت النظر إلى خطة الله من نحوي، فلأجل استقامة حياتي يُسمح ليّ بالتجارب، لكنني بفساد قلبي أتطلع إليها كظلمٍ حلّ عليّ. ولهذا "لم أجازَ عليه" أو "لم أنتفع منه". فالخطأ ليس في حلول التجارب وإنما في عدم انتفاعي منها بسبب تذمري على الرب، وحسبت أنني لا استحق كل هذه الآلام القاسية. * "يتطلع إلى الناس ويقول: وأخطأت" [27]. ما كان يمكنه أن يعرف أنه خاطى ولو لم يكن قد صار له البرّ. فإنه لا يكتشف أحد عيوبه ما لم يكن قد بدأ أن يكون مستقيمًا. فمن هو مشوه تمامًا لا يقدر أن يدرك حقيقة نفسه. أما الذي يشعر أنه خاطئ، فقد بدأ إلى حد ما أن يصير مستقيمًا. بكونه مستقيمًا يلوم سلوكه حيث لا يزال بعد غير بار. وباتهامه لنفسه يبدأ يلتصق بالله. وإذ يعبر إلى اتهام نفسه بحق، يدين نفسه فيما يدرك أنه لا يسر الله. أما إذا تطلع خاطي إلى نفسه دون أن يتعلم سمة البار، فإنه لا يستطيع بأية وسيلة أن يدرك أنه خاطي... البابا غريغوريوس (الكبير) (رؤ 2: 12)... لكي نقتني معرفة السماويات ندرس الأمثلة التي للقديسين الذين سبقونا. لقد قيل إنهم يرعون بين السوسن (راجع نش 4: 5-6). فإنه ماذا يُقصد بالسوسن سوى سلوك أولئك الذين يقولون بكل صدقٍ: "لأننا رائحة المسيح الذكية لله" (2 كو 2: 15)... فإننا مادمنا نعبر في ظلال هذه الحياة الفانية حتى نبلغ فجر اليوم الأبدي، نحتاج أن نشبع بأمثلة الأبرار.] * "يتطلع إلى الناس ويقول: أخطأت، وعٌَوجت المستقيم، ولم أجاز عليه كما أستحق" [27]. حتى الذين لا يعتقدون أنهم يخطئون يعترفون بطريقة عامة أنهم خطاة. فالأمر هكذا بالنسبة للبشر. غالبًا ما يعترفون علانية أنهم خطاة، ولكن متى سمعوا من يذكر بالصدق عن خطاياهم عندما يهاجمونهم، يدافعون عن أنفسهم بجسارة ويسعون نحو اظهار أنفسهم أبرياء. من كانت له هذه السمة، فإنه إذ يقول إنه يخطئ فهو لا ينطق بالحق، إذ يعلن عن نفسه أنه خاطي، لكنه ليس من عمق قلبه، إنما مجرد ينطق بكلمات، لأنه مكتوب: "الصديق من البداية يتهم نفسه" (راجع أم 18: 17). وإنه يود أن ينال سمعة طيبة، لا أن يتواضع باعترافه بخطيته. إنه يرغب باتهامه لنفسه أن يظهر متواضعًا بينما هو ليس كذلك... أما الصديق فإذ يتهم نفسه على سلوكه يعرف عمق قلبه، خلال أمثلة القديسين أنه بالحق هكذا كما يعترف. وفي ألم يكمل أنه لم يجازَ كما يستحق. البابا غريغوريوس (الكبير) فَدَى نَفْسِي مِنَ الْعُبُورِ إِلَى الْحُفْرَةِ، فَتَرَى حَيَاتِيَ النُّورَ [28]. هذه هي أغنية القادمين من الضيقة العظيمة (رؤ 7: 14)، إذ يسبحون الله على مراحمه الفائقة الذي رفعهم من حفرة جهنم إلى أورشليم العليا؛ وعبر بهم من مملكة الظلمة ليستقروا في أحضانه أبديًا في النور إلهي. وكما قيل عن أورشليم العليا: "والمدينة لا تحتاج إلى الشمس، ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والحمل سراجها" (رؤ 21: 23). * "فدى نفسي من العبور إلى الدمار" [28]. إذ تتقدمنا النعمة الإلهية في أعمال صالحة، تتبعها إرادتنا الحرة، وإذ نُخضع موافقتنا لله الذي يخلصنا يُقال عنا إننا نفدي أنفسنا. يقول بولس: "أنا تعبت أكثر منهم جميعهم" (1 كو 15: 10). وإذ يخشى أن ينسب أتعابه لنفسه للحال أضاف: "ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي". فإنه إذ تبع بإرادته الحرة نعمة الله السابقة والواقية فيه، بصدق أضاف: "التي معي"، حتى لا يكون جاحدًا للنعمة الإلهية، ولا يبقى متغربًا عن التأهل للإرادة الحرة... "فترى حياتي النور" [28]، بمعنى نور الحق الذي لم يكن قادرًا أن يراه حين كان ميتًا في قلبه، أو يعني الرب القائل: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12)... البابا غريغوريوس (الكبير) هُوَذَا كُلُّ هَذِهِ يَفْعَلُهَا اللهُ مَرَّتَيْنِ وَثَلاَثًا بِالإِنْسَانِ [29]. يترجم البعض "مرتين وثلاثًا" "مرات كثيرة"، إذ تعني لا يتوقف الله عن أن يعمل من أجل خلاص مرة ومرتين وثلاثًا وبكل الوسائل حتى يجتذب الأشرار إلى الخلاص، يتمتعون بالنبوة له، وينعمون ببره وقداسته وسماواته. يرى البعض أن أليهو يذكر "ثلاثًا" إشارة إلى عمل الله مع الخطاة، حيث يستخدم ثلاثة طرق: أولًا يفيض بالخيرات لعل الإنسان يتلامس مع حب العاطي، فإن لم يرجع إلى الله يستخدم الإلهامات الإلهية سواء خلال الأحلام أو الرؤى أو الوحي الإلهي، فإن لم يرجع يستخدم الأحزان والضيقات لكي يعيد النظر في حياته ويدرك حقيقة موقفه. * "هوذا كل هذه يفعلها الله ثلاثًا بكل إنسانٍ" [29]... إن لاحظنا بعناية، فسنجد أنه توجد ثلاث مراحل للحزن والفرح الواحدة تتبع الأخرى، في هدايته، وفي تجربته، وفي موته. ففي المناسبة الأولى لهدايته... يكون حزن الإنسان عظيمًا، وذلك لأنه يضع في حسبانه خطاياه، ويرغب في نزع قيود الاهتمامات العالمية بقوة، والسير في طريق الله طول فترة هدايته. يود أن يزيل ثقل الاضطرابات الزمنية الثقيلة، ليحمل نير الرب الهين. في عبودية تحمل حرية... ولكن يأتي عند ذلك ألم القلب واضطرابه، إذ يدعو الروح من جانب، ويدعوه الجسد من الجانب المخالف... بحق ويقال عن هذا الإنسان المتمرر: "فتكره حياته خبزه وتقترب نفسه من الفساد، وحياته إلى المميتين" (راجع 2، 22) لكن النعمة الإلهية لا تسمح لنا أن نتعرض لهذه المصاعب لمدة طويلة. فإنها تحل قيود خطايانا وتقودنا بسرعة إلى تعزيات حرية حياتنا الجديدة. الفرح الذي يتبعها ينزع الحزن السابق. وهكذا فإن عقل الذي يهتدي بفرح كثيرًا جدًا أكثر مما يشتهي... ولئلا يظن الإنسان أنه قديس، فإنه في الحال عند اهتدائه... يسمح له بتدبير الله أن يعاني من هجمات التجارب باهتدائه يعبر البحر الأحمر، لكن الأعداء يستمرون في مقاومته في برية هذه الحياة الحاضرة. لقد تركنا خطايانا الماضية خلفنا، إذ مات المصريون على الشاطئ، لكن الرذائل المدمرة لا تزال تهاجمنا كأعداء جدد لتعوق طريقنا الذي به ندخل أرض الموعد... عدونا أكثر غيرة على غلبتنا مادمنا نحن في هذه الحياة، كلما أدرك أننا متمردون عليه. لا يهتم أنه يلطم الذين يدرك أنهم في ملكيته. إنما هو في حالة هياج أشد ضدنا، إذ أُستبعد من قلوبنا كما من حقه أن يمتلكنا مسكنًا له... بالحق توجد ثلاث مراحل للمهتدين: البداية، المنتصف، النهاية. في البداية يختبرون سحر العذوبة، وفي منتصف الوقت مقاومة التجارب، وأما في النهاية ففيض الكمال... بعد عبور هاتين المرحلتين من الاهتداء والامتحان في حزن وفرح تبقى المرحلة الثالثة، التي لا يزال يخشى أحزانها، لكنه ينال مسراتها... يقول داود: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر إنسان أمامك" (مز 143: 2). ويقول بولس بعد ذلك: "فإني لست أشعر بشيءٍ في ذاتي، لكنني لست بذلك مبررًا" (1 كو 4: 4). يقول يعقوب: "لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعًا" (يع 3: 2) ويقول يوحنا: "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا، وليس الحق فينا" (1يو 1: 8) البابا غريغوريوس (الكبير) لِيَرُدَّ نَفْسَهُ مِنَ الْحُفْرَةِ، لِيَسْتَنِيرَ بِنُورِ الأَحْيَاءِ [30]. يؤكد أليهو هنا ما سبق أن أشار إليه كأغنية يترنم بها الإنسان التمتع بخلاص الله (أي 33: 28)، أنها عطية مقدمة لكل إنسان بغير محاباة، فإن الله "لا يشاء أن يهلك الناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2 بط 3: 9)، فيتغنى كل مؤمن: "لأنك نجيت نفسي من الموت، نعم ورجلي من الزلق، لكي أسير قدام الله في نور الأحياء" (مز 56: 13). * لأن عقل كل مختار يعاني في كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث، أي من ألم الاهتداء، أو تجارب الامتحان، أو رعب الانحلال، فيتطهر ويتحرر بذات الأم، قيل: "ليرد نفسه من الفساد، ليستنير بنور الأحياء" [30]. فإن هذا هو نور الأموات التي نعاينه بأعيننا الجسدية... أما الذين يستنيرون بنور الأحياء. فيحتقرون نور العالم ويعودون إلى سمو البهاء الداخلي. حتى يعيشوا في ذلك الموضع الذي يرون فيه النور الحقيقي ويشعرون به، حيث لا يكون اختلاف بين الحياة والنور، فحيث يوجد النور توجد الحياة أيضًا... البابا غريغوريوس (الكبير) |
|