* يخبرنا أيوب أنه لم يكن يتطلع إلى الشمس وهي تشرق، ولا القمر وهو يسير ببهائه، مظهرًا أنه لم يطلب النور الحاضر.
كما تنسكب النفس للتأمل خارج نفسها، هكذا بالأكثر تفعل لكي ترتد إلى الأمور الداخلية. هكذا كل أصحاب القلوب الحكيمة يتجنبون السقوط نحو الأمور الخارجية بالحواس الجسدية. عوض هذا يبذلون جهدًا مستمرًا بأن يجمعوا أنفسهم في داخلهم بالتدبير الخفي في حراستهم لذواتهم، لكي يوجدوا بالكلية فيما هو داخلي.
ربط إرميا نفسه بأعماق قلبه في تدبيرٍ جادٍ، وهرب من الشوق نحو الحياة الخارجية، عندما قال: "لم أشتهِ يوم الإنسان، أنت عرفت" (راجع إر 17: 16).
البابا غريغوريوس (الكبير)