بعد ما تكلم السيد المسيح خلال الإصحاح 12 و13 من إنجيل معلمنا لوقا عن علامات الطريق ناحية الملكوت فى إن الإنسان اللى ماشى فى الطريق ناحية الحياة الأبدية لابد أن يحذر من الرياء ومن الخوف ومن الطمع وأنه يتكل على ربنا ويسلم كل أموره المادية وإحتياجاته النفسية والجسدية والروحية فى أيدين ربنا اللى بيهتم بكل شىء فى حياة الإنسان وأنه يطلب أولا ملكوت الله وبره , وأنه يكون الملكوت هو الهدف اللى واضح أمامه واللى بيترجاه واللى بيسعى نحوه بإستمرار طول أيام حياته على الأرض وشفنا أيضا فى أحاديثه أنه بيتكلم عن الكوارث وعن الضيقات أو المصائب اللى بتحصل فى حياة الإنسان لما حكوا للسيد المسيح عن الناس اللى خلط بيلاطس دمهم بدم ذبائحهم , والسيد المسيح حكى عن الناس اللى وقع عليهم البرج وقتلهم فى سلوام أو فى أورشليم , أن الموضوع مش إن الخطية مرتبطة بالمصائب أو مرتبطة بالألم لما كشف لهم أن هؤلاء ماكانوش أشر من غيرهم لكن السيد المسيح وجه النظر إلى ضرورة التوبة "أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " , وإن الإنسان فى الطريق بإستمرار ناحية الملكوت لابد من فكر التوبة المتجدد كل يوم من أجل أنه يحفظه ويحفظ إعداده لهذا الملكوت وإتكلم على أن الإنسان يجتهد أو يجاهد أو يصارع بإستمرار لأن هذا الجهاد شىء ضرورى وأساسى فى الحياة الروحية من أجل أنه يدخل من الباب الضيق اللى سيؤدى إلى الحياة الأبدية وأعلن السيد المسيح فى نهاية حديثه فى عدد 30 من الإصحاح 13 30وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ». يعنى فى ناس بتبقى فاكرة نفسها أنها حاتبقى فى المقدمة ويمكن بيحضروا الكنيسة كثيرا ويمكن ليهم أنشطة ويمكن ليهم خدمة ولكن سيفاجأوا أن فى ناس تانية اللى ماكانوش يظنوا أبدا أن ليهم مكان وسط الكنيسة ووسط الطريق الروحى , أنهم بيتقدموهم وبيسبقوهم , والسيد المسيح نبه أن فى فرق كبير قوى بين الإنسان اللى ماشى فى الزفة أو ماشى فى موكب العريس وأى حد ممكن يمشى ,وبين الإنسان اللى ليه علاقة فعلية بالعريس , وإن مش كل حد ماشى فى الموكب ليه علا قة بالعريس , وعلشان كده فى طريقنا ناحية الملكوت ينبغى على الإنسان أنه يكون صاحى وسهران ويصارع من أجل العلاقة الشخصية اللى بينه وبين السيد المسيح لأن هو ده الطريق الوحيد للملكوت , ومش مجرد إن أنا أحضر أو أمارس ممارسات ولكن لابد أن حضورى ومماراساتى هذه تقودنى إلى علاقة شخصية بالسيد المسيح وعلشان كده شفناه بينبه ويقول أن فى ناس كثيرة حاتيجى وتقول ألم تعلم فى شوارعنا ومش أكلنا وشربنا معاك , فيقول لهم ما أعرفكوش لأنكم بالرغم من إنكم أكلتم وشربتم فى بيتى لكن ما كونتوش علاقة حية بينى وبينكم , والموضوع مش موضوع نشاطات أو أنفعالات ولا ممارسات بقدر أن هو موضوع إمتلاء بالسيد المسيح وبالروح القدس وتكوين علاقة حقيقية بينى وبين الله وشركة ما بينى وبين الله , واليهود جائوا عند الآية الأخيرة اللى قالها السيد المسيح أن أولون يكونون آخرين وآخرين يعنى متأخرين يكونون أولون ويسبقونا فى الملكوت وشعروا اليهود أن هذا الكلام موجه ليهم شخصيا لأن اليهود هم كانوا الشعب المختار اللى كانوا فى الأول والأمم كانوا ورا أو كانوا فى المؤخرة خالص وبعدين السيد المسيح قال فى ناس حاتيجى من المشارق ومن المغارب ومن الشمال ومن الجنوب ومالهومش علاقة خالص بشعب إسرائيل وهؤلاء هم اللى حايتكئوا فى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب , ودى كانت إشارة مبدعة قالها السيد المسيح ونبوة حاتحصل وقد حصلت فعلا , إن اليهود اللى كانوا مختارين أصبحوا هم المرفوضين , والأمم اللى كانوا مرزولين أصبحوا هم المقبولين والمحبوبين جدا فى شخص السيد المسيح , فهم جائوا عند الآية 30 وفهموها كويس أن السيد المسيح بيقصدهم هم .انهم بدلا ما حايكونوا فى الأول حايصبحوا فى الآخر والعجيب أنهم ما أستحملوش الكلمة دى , ما أستحملوش أن يتقال عليهم , أنتم ياللى فاكرين نفسكم فى الأول حاتبقوا فى الآخر, فبمكر وخبث شديد جدا أرادوا أن يقطعوا كلام السيد المسيح قالوا للسيد المسيح أمشى من هنا بسرعة لأنهم مش قادرين يتحدوه وعارفين أن الجموع مرتبطة بيه ومتعلقة بيه فأرادوا بمكر ودهاء يقولوا ليه أخرج من البلد دى بسرعة لأن هيرودس مزمع أن يقتلك , لأن هيرودس أخذ باله من نشاطك ومن الأعمال اللى أنت بتعملها ومن الكلام اللى أنت بتقوله ومن إلتفاف الجموع حواليك وعلشان كده هو مزمع أن يقتلك , يعنى هم لجأوا لأسلوب ماكر أنهم يخيفوا السيد المسيح ويهددوه بهيرودس الملك علشان السيد المسيح يمشى ويتخلصوا من الكلام اللى هو عمال يقوله , ومايقبلوش الإرشاد أو الخدمة اللى بيقدمها السيد المسيح , يعنى مش قادرين على مواجهته مباشرة فلجأوا لتلك الخديعة الماكرة , فالسيد المسيح قال ليهم أمضوا وقولوا لهذا الثعلب أنه لا يمكن أن يهلك نبى خارج عن أورشليم وقال أنا حأكمل عملى وأخرج شياطين وأشفى اليوم وغدا وبعدين أبتدى يوجه حديثه لأورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إلها ويعاتبها كم فى مرة أردت أن أجمع أولادك كما أن الدجاجة بتجمع فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خرابا , وعلشان نتصور هذا الموقف لو رجعنا لإصحاح 9 حانلاقى أن السيد المسيح ثبت وجهه ناحية أورشليم أو ناحية الصليب وهو كل شوية عمال يقترب من أورشليم , والحديث اللى دار بين السيد المسيح وما بين الفريسيين فى هذا الموقف كان فى بلد أسمها بيريه ولو فتحنا الكتاب المقدس حانلاقى خريطة جغرافية فلسطين , سنجد أن فلسطين متقسمة لثلاثة أجزاء 1- فوق فى الشمال خالص قسم الجليل , 2- فى الوسط منطقة السامرة , 3- تحت خالص منطقة اليهودية اللى فيها أورشليم , وناحين الشرق من أورشليم على طول فى مقاطعة كبيرة كده سنجد كلمة بيريه مكتوبة بالعرض , وبيريه دى قريبة جدا من أورشليم ولكن إداريا كانت منطقة بيريه تابعة للجليل أو المنطقة الشمالية , يعنى الجليل وبيريه هم تابع لحاكم واحد اللى هو هيرودس , ومنطقة اليهودية وأورشليم كانت خاضعة مباشرة للحاكم الرومانى اللى هو بيلاطس البنطى , فالسيد المسيح كان فى هذا الوقت أقترب جدا من مدينة أورشليم اللى حايكمل فيها خدمته وعمله الخلاصى , فهنا الفريسيي حاولوا يغيروا الموضوع أو موضوع رفض شعب الله المختار بأنهم يخيفوا السيد المسيح بإسلوب ماكر علشان يبعد عنهم لكن السيد المسيح كان كاشف أفكارهم كويس وأصر أنه يكمل هذه الحقيقة بالنسبة لليهود وبعد ما تكلم فى الحديث معاهم قال لهم هوذا بيتكم يترك لكم خرابا نتيجة إصراركم على الرفض , يعنى السيد المسيح أصر على إتمام الرسالة بالنسبة لهم , وأنه يعلن لهم هذه الحقيقة اللى هم بيحاولوا يهربوا منها وعلشان كده بيسجل معلمنا لوقا هذا الحديث .