|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اجتمع المجمع حول بطرس ويوحنا لمحاكمتهما، بسبب المعجزة التي حدثت، وبسبب عظة بطرس في رواق سليمان، وأرادوا بث الخوف في نفسي الرسولين. لم يكونا في حالة خوف، بل وقفا بثبات، وكان المتكلم فيهما هو الروح القدس (متى١٠: ١٩، ٢٠)، وكان بطرس هو المتقدم في الكلام. «وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي الْوَسْطِ، جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا: بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هذَا؟»، لم يكن الهدف من السؤال هو معرفة الحقيقة، لأنهم بالتأكيد قد سمعوا من الجموع أن المعجزة تمت باسم يسوع المسيح الناصري، بل إرهاب الرسولين، ولكنهم فوجئوا بالقوة التي يتكلم بها بطرس عن الرب يسوع. لقد بدأت المحاكمة بسؤالين، فانتهز بطرس هذه الفرصة الذهبية وكرز بالإنجيل لمجمع السنهدريم بقوة ولم يَخَف، «حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ»، ففي هذه اللحظات العصيبة على الرسولين أخذ بطرس معونة خاصة لكي يواجه القادة الأشرار، لأنه في الأوقات العصيبة والصعبة يعطينا الله امتلاء من الروح القدس وشجاعة لمواجهة المواقف. وَقَالَ لَهُمْ: «يَا رُؤَسَاءَ الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ الْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ»، وهنا بطرس يتكلم باحترام لهم كقادة للأمة، لكن يوبخهم لأنهم يحاكمونه هو ويوحنا على إحسان صُنع مع إِنْسَانٍ سَقِيمٍ، فهذا غير منطقي، فالمفروض أن الرؤساء يُحاكمون الفجار والأشرار الذين يرتكبون الجرائم، وليس لمن يعمل الخير. «فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ». كان يمكن لبطرس أن يجيب على السؤال فقط أن هذه المعجزة قد تمت باسم يسوع المسيح الناصري، ولكنه أضاف قائلاً: «الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ»، وبذلك يثبت جريمتهم الشنيعة، وخطيتهم الفظيعة، لقد نسب بطرس جريمة صَلب المسيح هنا إلى مجمع السنهدريم لأنهم هم الذين حكموا على المسيح بالصلب. وللأسف لم تتحرك ضمائرهم لأنها أصبحت موسومة، وقلوبهم قد قساها الشيطان، مستخدِمًا في هذا خوفهم من هدم نظامهم الديني، وفقدان سبل معيشتهم. ثم يعلن قيامة المسيح: «الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ»، وبذلك يذكرهم بكذبهم (متى٢٨: ١٢، ١٣)، وبقوته صُنعت هذه المعجزة، «وبِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا». |
|