|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله سرّ إبداع السماء بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُشْرِقَة،ٌ وَيَدَاهُ أَبْدَأَتَا الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ [13]. جاء في ترجمة اليسوعيين "بروحه زين السماوات". فبروحه القدوس أقام السماوات وزينها بالكواكب ليلًا وبالشمس نهارًا. يرى بعض آباء الكنيسة أن الإنسان دون الحيوانات يتطلع إلى فوق وليس إلى تحت، وقد زين روح الله القدوس السماوات، لكي يسحب بصر الإنسان إلى الأعالي ولا ينشغل بالأرضيات. لقد أقام له السماوات المنظورة غاية في الإبداع، لكي بالإيمان يتطلع إلى السماوات غير المنظورة، مترقبا سكناه الأبدي. جاءت العبارة في بعض الترجمات "الحية الملتوية"، فإن كان الله هو خالق السماوات وواهبها هذه الزينة الرائعة، فهو أيضًا خالق الحيوانات حتى الحية التي صارت ملتوية. يرى البعض أنه يقصد هنا الحوت أو التمساح، وآخرون يرون أنه يقصد "لوياثان الحية الهاربة" (إش 27: 1). فهو المبدع والصالح في عطاياه، لكنه يهب حرية الإرادة للخليقة العاقلة، فصار إبليس بإرادته الشريرة وعصيانه الحية القديمة الملتوية. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الله الآب سحب بيده (حكمة الله المتجسد) الحية الملتوية من سلطانها، فقد نزع عنها بالصليب سلطانها، وشهر بها (كو 2: 15). هكذا بالروح القدس تطير نفوسنا كما إلى السماوات المعدة لنا بكل بهائها، وبصليب رب المجد ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. يهبنا الحياة السماوية، كما يهبنا النصرة على إبليس وكل قواته. * "بتوليد يده جلب الحية الملتوية" [13]. من الذي يُوصف بالحية (والتنين المعاند) إلا عدونا القديم، المراوغ والملتوي، الذي تكلم بفم حيَّة ليخدع الإنسان؟ قيل عنه بالنبي: "لوياثان، الحية الملتوية" (إش 1:27). لقد سُمح له أن يتكلم بفم حية، حتى يتعلم الإنسان بهذا من هو هذا الساكن فيها... بيد الرب سُحبت الحية الملتوية من جحرها، حتى بالنعمة الإلهية الشافية يُطرد منا عدونا القديم الذي ملك علينا. الحق المتجسد يقول: "الآن رئيس هذا العالم يُطرد" (يو 31:12). الآن لم يعد يمتلك القديسين ممسكًا بهم، لكنه يضطهدهم بالتجارب.لأنه لا يملك فيهم داخليًا، بل يحارب ضدهم خارجيًا... لقد فقد سلطانه في الداخل، فيقيم حروبًا من الخارج. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|