|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطان الله على الهاوية الْهَاوِيَةُ عُرْيَانَةٌ قُدَّامَهُ، وَالْهَلاَكُ لَيْسَ لَهُ غِطَاءٌ [6]. يبرز أيوب سلطان الله الفائق أنه ضابط الكل، له سلطان على الحيوانات الضخمة الشرسة وسط البحار، بل وحتى على إبليس وملائكته اللذين يسكنون الجحيم، فإنهم عاجزون عن عمل شيء بدون إذنه أو سماحٍ منه. فالهاوية بعيدة عن أنظارنا، والهلاك الذي يحل بالشياطين والأشرار لم نره بعد، لكن كل شيءٍ مكشوف أمام عيني الله، يكشفه لمن يريد مثل ملائكته القديسين. قيل عمن يسجد للوحش وصورته ويقبل سمته على جبهته أو على يده: "فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه، ويعذب بنارٍ وكبريتٍ أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف" (رؤ 14: 10). يرى البعض أن أيوب يتحدث عن الأشرار الذين صاروا أبناء إبليس، ويسكنون معه في الهاوية، هؤلاء حسبوا أن الله لا يراهم، لكنهم مكشوفون أمام عيني الله. يقول الرسول: "ليس خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" (عب 4: 13). * "الجحيم عريان أمامه، والهلاك ليس له غطاء " [6] يقول بولس ما يشبه ذلك: "كل الأشياء عريانة ومكشوفة لعينيه" (عب 13:4). يقصد بالجحيم والهلاك الشيطان وكل المرتبطين بدينونته. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أمبروسيوس * "كل شيء عريان ومكشوف" (عب 4: 13)، لذاك الذي يديننا، ونلتزم نحن بتقديم حسابٍ لا عن الكلمات فحسب، بل وعن الأفكار، فإن هذا الديان يميز سريعًا أفكار القلب ونياته. * سيشرق الأبرار كالشمس، بل وأكثر من الشمس في ذلك الحين؛ أما الأشرار فيعانون كل الأمور المؤلمة إلى أقصى درجة. هناك ليس من حاجة إلى تسجيلات وبراهين وشهود، فإن الذي يدين هو كل شيء الشاهد والبرهان والقاضي، إذ يعرف كل شيء بدقة: "كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه" . القديس يوحنا الذهبي الفم البابا أثناسيوس الرسولي |
|