|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يبدو أن بلدد ورفقاءه وقفوا عاجزين عن الرد على أيوب في حديثه أنه يوجد أشرار ناجحون، وأن الله قد يطيل أناته عليهم أحيانًا حتى آخر نسمة في حياتهم، وإن كان هذا لا يعني أنهم يهربون من ثمر شرهم، إذ يسقطون في دينونة أبدية ماداموا لم يرجعوا إلى الله بالتوبة. لهذا إذ جاء دور بلدد للحديث، لم يجد ما يتحدث عنه، فتجاهل القضية الرئيسية، وعجز عن الرد على حديث أيوب الوارد في الأصحاح السابق. قدم بلدد آخر هجوم ضد أيوب في اقتضابٍ شديدٍ، مرددًا ما سبق أن قيل، إذ ليس من جديد يمكن أن ينطق به. ويمكننا تبرير توقف الأصدقاء الثلاثة عن الجدال العنيف للأسباب التالية أو بعضها: أولًا: شعروا أن أيوب قد أفحمهم بحديثه عن أشرارٍ لا يعانون من متاعبٍ كالأبرار، بل وينجحون أكثر منهم. لم يطلبوا منه أمثلة عملية، لأنه وهو يتكلم معهم أدركوا أمثلة واقعية معاصرة لهم. ثانيًا: حسبوا أن ما قالوه فيه الكفاية، فلا داعي لتكرار المناقشات دون جدوى. ثالثًا: أدركوا أن ما قالوه لأيوب يتفق مع ما يقوله هو، وليسوا على خلاف معه في الفكر، خاصة وأن أيوب أكد لهم هلاك الأشرار الأبدي حتى وإن نجحوا في العالم من أجل طول أناة الله عليهم. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن بلدد الشوحي يوبخ أيوب، لأن الأخير طلب محاكمته أمام الله، فقد عوقب دون أن يخطئ. لذلك يقول بلدد إن كل الخليقة تقف في رهبةٍ وخوفٍ أمام الله، وليس من يقدر أن يتبرر أمامه، أو يهرب من يده. كأن طِلبة أيوب باطلة وغير لائقة. يمتدح أليفاز رعاية الله القديرة، هذا الذي يدير السماء، ويبعث رسله على الأرض كنورٍ يضيئون [2-3]، لكن يبقى السمائيون أقل من الله، فكم بالأكثر يكون الإنسان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | الرد على تبرير أيوب نفسه |
الأصدقاء الثلاثة قد تحاوروا معًا واتفقوا على مواجهة أيوب |
محور أحاديث الأصدقاء الثلاثة مع أيوب |
جلس الأصدقاء الثلاثة حول أيوب لمدة أسبوع |
قصة الأصدقاء الثلاثة |