*"آخرون كحمير متوحشة (كالأخدري) في البرية يذهبون إلى عملهم" [5]. فإن الأخدري هو حمار وحشي. هنا بحق يُشبه الهراطقة بالحمير الوحشية، إذ هم متسيبون في ملذاتهم، وهم غرباء عن قيود الإيمان والتعقل. لذلك مكتوب: "الحمار الوحشي يُستخدم للبرية، يستنشق الريح في شهوته" (إر 24:2). يكون الشخص حمارًا وحشيًا يُستخدم للبرية، ذاك الذي وهو لا يُفلح أرض قلبه بسمو التأديب فيسكن حيث لا يوجد ثمر... هذا ليس من عمل الله، بل من عملهم هم أنهم لا يتبعون التعاليم السليمة، بل يتبعون شهواتهم. إذ مكتوب: "من يسلك طريقًا كاملًا يخدمني" (مز 6:101).