|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَنْقُبُونَ الْبُيُوتَ فِي الظَّلاَمِ. فِي النَّهَارِ يُغْلِقُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. لاَ يَعْرِفُونَ النُّورَ [16]. بالليل يسهل الهجوم على البيوت، لذلك يطالبنا السيد المسيح بالسهر. "لو عرف رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته لينقب" (لو 12: 39). ما هي البيوت التي ينقبها الأشرار إلا إنسانهم الداخلي، فإنهم وسط ظلمة الإرادة الشريرة يفسدون أذهانهم وقلوبهم وضمائرهم وأعماقهم ليحتل الشر مركز القيادة فيهم. *"في الظلام يحفرون ببيوتهم، هذه التي عيَّنوها لأنفسهم في النهار، إنهم لا يعرفون النور". بماذا يشير هنا بلقب "بيوت" إلا الضمائر التي نسكن فيها عندما نمارس شيئًا ما أو نشغل أنفسنا؟ لذلك يُقال لمن يُشفى: "ارجع إلى بيتك وأخبر بكم صنع معك الله من عجائب" (لو 39:8). بمعنى من الآن، تحفظ من عادة الخطية الشريرة، وارجع إلى ضميرك، واستخدم صوت الكرازة... هكذا "في الظلام يحفرون ببيوتهم"، إذ يسعون في أن يفسدوا أذهان الصالحين... الإنسان الشرير الذي يخشى من الإصلاح يصير في ظلمة الحزن. البابا غريغوريوس (الكبير) * كما هو مكتوب: "بنورك نعاين النور"، أي باستنارة الروح القدس "النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلى العالم... فيظهر مجد الابن الوحيد، ويهب معرفة الله للعابدين الحقيقيِّين. *منه قد صدر ذلك القول الذي من شفتيه العذبتين المخلصتين قائلًا: "لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى... لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة " (مت 9: 12-13). فأي عذر لكِ؟ أي عذر لأي إنسان ما دام الرب قال هذا؟ إنه يريد أن ينقِّيكِ من ضعفكِ ويُريكِ النور بعد الظلمة. *نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل. طوبى لمن يحمل هذا النور الذي يكشف الخطايا دون أن يخجل من ضمير قد لوثته الأعمال الشريرة... في يوم الدينونة. عندما يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب (1كو4: 5) فالخطاة أيضًا سيقومون للخزي والعار.. ينظرون في نفوسهم قبح الخطية وآثارها وهي أكثر فظاعة من ظلمة النار الأبدية، ويخجل الأشرار للأبد، إذ تُرسم أمام عيونهم آثار الخطية وقد تركت علامتها في جسدهم... مثل حفر لا يزول يتذكرونها على الدوام في داخل نفوسهم. القدِّيس باسيليوس الكبير |
|