|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أكون مُخطئًا أم على صواب عندما أغتاظ؟ أولاً: أسمح لي عزيزي القارئ أن أسرد لك ما حدث مع قايين الشرير، فهل كان له الحق أن يغتاظ مِن الله لأنه لم يقبَل قربانه؟ في الواقع أن الله عرّفه الطريق الحقيقي للذبيحة كما عرّف هابيل أخاه، وهذا كان من خلال والديه. كما أن الرب أعطاه فرصة أخرى ناصحًا إياه، لكنه لم يقبل وأصَّر على حنقِه وغيظِه. ثانيًا: كم من المرات اغتظنا وتضايقنا من أمور مؤلمة، ونسينا أن الرب قال لنا إنه «سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ»، وأكد الكتاب هذه الحقيقة بالقول «إِنْ كَانَ يَجِبُ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ» (١بطرس١: ٦). ثالثًا: مرات أخرى قد يحدث لنا متاعب نتيجة ابتعادنا عن الرب وإصرار قلوبنا على العيش في أمور لا تمجّد الله. هذا ما أكده الرب بالقول: «يُوَبِّخُكِ شَرُّكِ، وَعِصْيَانُكِ يُؤَدِّبُكِ. فَاعْلَمِي وَانْظُرِي أَنَّ تَرْكَكِ الرَّبَّ إِلهَكِ شَرٌّ وَمُرٌّ» (إرميا٢: ١٩). رابعًا: قد يكون لا سبب من الأسباب السابقة لمتاعبنا. إذًا لماذا المتاعب؟ وهنا يأتي دور الإيمان الحقيقي الذي يثق في محبة قلب الرب أبونا وصلاحه، حتى وإن كنا لا نفهم ماذا يفعل أو لماذا سمح. فالإيمان يجعل القلب واثقًا في الإله المحب الذي تنازل لأجلي متجسدًا على الصليب في المسيح، فكيف يكرهني أو ينساني أو يؤذيني؟ وما أروع ما قاله الوحي: «الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ» (رومية٨: ٣٢). |
|