|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسّع الله القدرات التي اودعها فينا، ويستخدمها: لكي نفهم كيف فعل الرب ذلك في حياة جدعون مقارنة بالحالة التي كان فيها عندما استدعاه، علينا ان نلقي الضوء قليلا على ما كان يفعله وكيف كان يفعله. كان الدراس عملية لفصل حبوب القمح عن "التبن". وكان ذلك يتم عادة في "مساحة كبيرة، فوق تل"، حيث يمكن للريح أن تدفع التبن الخفيف بعيدا عندما يذري الفلاح الحنطة المدروسة في الريح. ولكن جدعون كان مضطرا أن يفعل ذلك في "معصرة، في حفرة" مخفية عن الأنظار، ولا تثير الشك في أنها مكان يضع فيه الفلاح محصوله، لكي لايكون هدفا سهلا لعصابات الغزاة الذين كانوا يجتاحون البلاد. ويمكننا ان نتخيل صعوبة الحالة النفسية والروحية والخوف الذي كان فيه وهو عاجز عن رؤية الامور بشكلها الصحيح لخوفه من المديانيين، ولكن الملاك مع ذلك يرى فيه محاربا جبارا، وأن هناك قوى كامنة في داخله على وشك أن يكشفها له الله، الذي جاء اليه ليرفعه من تلك الحالة، ويخرجه من تلك المعصرة التي اختبأ فيها ومن الظلام الذي اكتنفه، ومن الندم الذي وصل إليه حتى عجز عن أن يدرك تلك القوة التي راها فيهه الله. كم من المرات نشعر وكان ابواب الحجيم مفتوحة امامنا على مصراعيها نظرا للظروف العصيبة التي نجتاز فيها، حتى بالكاد نتمكن ان نشعراننا مازلنا على قيد الحياة، فاقدين كل مقوماتها متناسين بان الرب مطلع على كل تلك الامور ومجتاز معنا فيها، وبمجرد تجاهلنا لكل تلك الظروف وتركيز انظارنا عليه، حتى نلمس وجوده معنا بمجرد استجابتنا له كاشفا لنا كل نقاط ضعفنا ليساعدنا في التغلب عليها ومكامن القوة لاستغلالها واستخدامها بالصورة التي تخدم اهدافه لصالح البشرية وتعطي المجد لاسمه الكريم. |
|