لعلّي سأستيقظ يوماً فارغاً من كلّ شعور و إحساس بعد مضي أيام لا تعدّ و لا تحصى كنت حينها أسكب كلّ ما في داخلي وسط سكون غرفتي. و لا أعلم عندها هل سيكون الأمر محبباً أم مخيفاً ؟! لكن ما أعلمه أنّي اختبرت في هذه الأيام أكثر اللّحظات المؤلمة التي مرّت عليّ و بنفس الوقت كان فيها من الراحة كمن يلقي حقيبته السفرية بعد مشوار طويل . أذكر وقتها كم كنت أرغب بوجود شخص أستطيع أن ألقي نفسي بين ذراعيه بعد أن أكون قد استنزفت كلياً و بات جسدي غير قادر على استشعار نسمات الحياة من حوله . و فعلاً كانت عيناي تجوب أرجاء الغرفة باحثًا عن ذلك الشخص و كأنّه سينزل هديةً من السماء التي سمعت صراخ قلبي .