|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَمْ مرة يَنْطَفِئُ سِرَاجُ الأَشْرَارِ، وَيَأْتِي عَلَيْهِمْ بَوَارُهُمْ، أَوْ يَقْسِمُ لَهُمْ أَوْجَاعًا فِي غَضَبِهِ [17]. إذ تحدث أيوب بإفاضة عن نجاح الأشرار في هذا العالم يعود فيسأل: "كم مرة ينطفئ سراج الأشرار؟" أما ترونه مرارًا كثيرة يشتعل حتى يتم احتراق شريط الاشتعال، وبعد ذلك ينطفئ تلقائيًا؟ كم مرة ترون أنه "يأتي عليهم بوارهم أو يقسم الله لهم أوجاعًا في غضبه؟ ألا ترون أنه كثيرًا ما استمرت أفراحهم ورفاهيتهم حتى النهاية؟ *يموت البار وهو في قوة بساطته، وفي كامل سيادته على إرادته، له نفس ممتلئة كما من مروجٍ. أما الخاطي وإن كان في رغد العيش، تفوح منه العطور الذكية يختم حياته في مرارة نفسه، ويجتاز يومه الأخير دون أن يأخذ شيئًا من الخيرات التي تنعم بها يومًا ما، لا يحمل شيئًا سوى أجرة شره. *يجيب القديس أيوب: لا تظنوا أنكم سعداء وأنتم منغمسون في الملذات، لأن ضربات الله لم تحل عليكم في هذه الحياة. "سراج الأشرار ينطفئ". إنه يعطي ضوءً إلى زمنٍ، لكنه لا يحمل نورًا أبديًا. وبالرغم من أن العالم يحابي مثل هؤلاء الناس لأنهم يمارسون إرادة الله صاحب السلطان على العالم (يو 14: 30)، لكن عادة ما تحل لحظة التحول في الأحداث، حيث تأتي الأحزان من قبل غضب السماء وسخطها، حيث يُغربَلْ الأشرار "كالتبن قدام الريح". يُغربل الظالمون كالقشٍ، والأبرار كحنطةٍ. التفتوا إلى الرب القائل لبطرس: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31: 32). القديس أمبروسيوس لكن خداعات عدو الخير لن تثبت أمام رجال الإيمان بل تتبدد، كما ينطفئ السراج! *غالبًا ما يظن الشرير أن الموارد الأرضية بالنسبة له مثل سراج عظيم بالنسبة للنور، لكن إذ يحل به الدمار يفقد الغنى الذي أحبه أكثر من نفسه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|