|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَجابَ يسوع: ((لا هذا خَطِئَ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله. تشير عبارة "لا هذا خَطِئَ ولا والِداه" إلى رفض يسوع معالجة الموضوع كمشكلة للبحث. ولم يُجبْ يسوع على السؤال، لكنَّه اعتبر المَرَض كفرصةٍ لتعليم الإنسان عن الإيمان وتمجيد الله (يوحنا 5: 14، 11: 4)، حيث وجَّه السيد المسيح أنظار تلاميذه إلى عناية الله الفائقة وخطَّته الخفيَّة، عوضا عن إدانة المولود َأعْمى أو والديه. سمح الله بعَمى البَصَر لكنه وهب الَأعْمى مُنذُ مَولِدِه البصيرة الروحية كي يُمجِّد الله بشفائه؛ فالله لا يتعامل مع خطيئة الإِنْسانِ في الأرض بنيَّة العقاب، بل بنيَّة الشِّفاء. لكن يسوع لم ينكر في هذا النص أنَّ خطايا الوالدين قد تجلب على أولادهم الأمراض والمَوت (خروج 30: 5)، ولم يُنكر أيضا انه قد تكون بعض الخطايا علِّة بعض المصائب أو الأمراض (مرقس 2: 5)، كما ورد في التوراة (الأحبار 26: 16)، لكنه نفى أن يكون عَمى هذا الرجل من هذا الباب. ليس العَمى هنا هو الخَطيئَة، بل عدم الرغبة في الإيمان وعدم الرغبة في الانفتاح على الله. أمَّا عبارة " لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله" فتشير إلى المَرَض كفرصة لإظهار مجد الله وقدرته تعالى في عمل الله بمنحه هذا الرجل شفاء البصر لإثبات دعوى يسوع أنه المسيح، وأنَّه نور العالم، فينال الَأعْمى بشفائه الإيمان بالمسيح وخلاصه. وأعمال الله هي عمل شِفاء وتحرير وخلاص. كلّ أحداث الحَياة الـمُعاكسة ليست عقابًا، ولكنها فرصة للقيام بأعْمال الله. إن ضعف جَميعَ الأُمَمِ البَشَرِيَّة والعالم يفسح المجال أَمامَ الله لإظهار حقيقة ما يكنّه قلبه من الحب. ومن هنا علينا أن نتساءل ليس من أين أتى الألم؟ ولكن ماذا نعمل إزاءه ليصير الألم فرصة لعمل الله؟ قال الرب إلى بولُس الرَّسول لما جُعِلَ له شَوكَةٌ في جَسَده "َسبُكَ نِعمَتي، فإِنَّ القُدرَةَ تَبلُغُ الكَمالَ في الضُّعف" (٢ قورنتس 12: 9). يقول قائل: لماذا نعاني من أجل مجد الله؟ فيجيب القديس يوحنا الذهبي الفم "الحَياة الحاضرة ليست شرورًا، ولا الخيرات هي صلاح. الخَطيئَة وحدها هي شر، أمَّا العجز فليس شراً". ليس للمَرَض علاقة حتميَّة مع الخَطيئَة، بل يمكنه أن يكون مكانًا يُظهر فيه الله وحي الله، وتمجيده، كما أكَّد يسوع مرة أخرى في إحياء لعازر من القبر "هذا المَرَض لا يَؤُولُ إِلى المَوت، بل إِلى مَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِه ابنُ الله" (يوحنا 11: 4). |
|