|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنَا فَهَلْ شَكْوَايَ مِنْ إِنْسَانٍ. وَإِنْ كَانَتْ، فَلِمَاذَا لاَ تَضِيقُ رُوحِي؟ [4] يؤكد لهم أنه لا يقدم شكواه إلى إنسانٍ، لأن هذا غير مُجْدٍ. إنما يقدم شكواه لله، وإليه يستأنف الحكم. هو القاضي والديان، فاحص القلوب والكُلى، أمامه يقف كل بشرٍ على قدم المساواة، ينصت إلى الجميع، ويهتم بالكل. يؤكد لهم لو أن شكواه مقدمة لإنسانٍ لانزعجت روحه في داخله، لأن الإنسان قد لا يبالي بأخيه، ولا يدرك ما في قلبه ونيته، فيصدر حكمًا غير عادلٍ. أما الله فطويل الأناة يسمع للإنسان، ويعامله بحنوٍ. فإلى الله يرفع المؤمن شكواه لا للنقمة من مقاوميه، وإنما لكي يرضي الله لا الناس. يقول داود النبي: "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب، صخرتي ووليي" (مز 19: 14). ويقول الرسول بولس: أفأستعطف الآن الناس أم الله، أم أطلب أن أرضي الناس، فلو كنت بعد ارضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غل 1: 10). * "أفأستعطف الآن الناس أم الله...؟ فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غل 1: 10)... ليتنا لا نظن أن الرسول يعلمنا خلال الاقتداء به الاستخفاف بأحكام الآخرين... لكن إن حدث أنه يمكننا إرضاء الآخرين والله، فلنرضي الآخرين... لكن بقوله: "الآن" أدرجت بصفة خاصة هنا ليُظهر أن الناس يرضون أو لا يرضون حسب الظروف (وليس حسب الحق). القديس جيروم القديس أغسطينوس *من يطلب أن يسر الله لا يكون لاستياء الإنسان منه أي أساس لحزنه. فإن كان في إرضاء الإنسان لا يرضي الله، أو يظن أنه لا يرضي كلًا من الله والإنسان معًا، فإن الحزن لا يحل عليه، لأنه قد أكد أنه غريب عن سمو الحكمة. الآن فإن الطوباوي أيوب يعترف أنه لم يرضِ الله في وسط ضرباته، ولهذا عاد بعقله إلى الحزن. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|