|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِمَاذَا تُطَارِدُونَنِي كَمَا اللهُ، وَلاَ تَشْبَعُونَ مِنْ لَحْمِي؟ [22] إن كان الله يطارده فلعلةٍ لا يعرفها أحد، أما يكفي هذا، لماذا يطاردونه هم أيضًا. الله له السلطان المطلق عليه، وحكمته تفوق كل فكرٍ بشريٍ، فلماذا يمارسون هم أيضًا الضيق عليه؟ إن كانوا قد فرحوا بنكباته، فليكتفوا بلحمه الذي أوشك على الانحلال التام، لماذا يجرحون روحه ويحطمون نفسيته؟ * لم يقل إن الله اضطهده بطريقة تعارض تقواه. فإنه يوجد مضطهد صالح، كما يقول الرب عن نفسه بشفتي النبي: "الذي يغتاب صاحبه سرًا أنا اضطهده" (مز 101: 5). وعندما يعاني القديس من الضربة يدرك أنه يعاني من اضطهادٍ مقابل الشر الذي ارتكبه داخليًا... كأنه يقول: لماذا تضطهدونني على ضعفاتي، كما لو كنتم أنتم أنفسكم على مثال الله بلا ضعفٍ...؟ حسنًا أضاف: "وتشبعون من لحمي". فإن الذهن الذي يجوع إلى معاقبة القريب حتمًا يطلب أن يشبع من لحم الغير. علاوة على هذا من الضروري أن يُعرف أن الذين يقتاتون على الافتراء على حياة الغير هم بالتأكيد "يشبعون من لحم" الغير. هكذا يقول سليمان: "لا تكن بين شريبي الخمر، بين المتلفين أجسادهم" (أم 23: 20). فإن من يحضر جسدًا ليأكله هو بلغة حديث الانحطاط، أن تخبر بما هو رديء في سمات الاخوة، وعقوبته هو: "لأن السكير والمسرف يفتقران، والنوم يكسو الخرق" (أم 23: 21). الذين يسكرون يسلمون لكؤوس، أما المسرفون فهم الذين ينطقون بالافتراءات، مساهمين بالكلمات، كمن يساهم في تقديم مئونة لكي تؤكل... وكما كتب: "كل واشٍ يُقتلع"، أما الخامل (النائم) فيغطي إنسانًا بخرقٍ، فيجده موته موضع سخرية، فارغًا من كل الأعمال الصالحة. البابا غريغوريوس (الكبير) * الله وحده يدين، له أن يبرر وله أن يدين، هو يعرف حال كل واحدٍ منا وإمكانياته وانحرافاتنا ومواهبنا وأحوالنا واستعداداتنا، فله وحده أن يدين حسب معرفته الفريدة. إنه يدين أعمال الأسقف بطريقةٍ، وأعمال رئيسٍ بطريقة أخرى، يحكم على أب دير أو تلميذ له بطريقة مُغايرة، الشخص القديم (الذي له خبراته ومعرفته) غير طالب الرهبنة، والمريض غير ذي الصحة السليمة. من يقدر أن يفهم كل هذه الأحكام سوى خالق كل شيءٍ والعارف بكل الأمور؟ الأب دوروثيؤس القديس أغسطينوس القديس يوحنا الدرجي |
|