|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُدْفَعُ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلْمَةِ، وَمِنَ الْمَسْكُونَةِ يُطْرَدُ [18]. يُدفع الشرير مما يظنه نورًا في هذا العالم بسبب ما ناله من الراحة إلى ظلمة القبر، ومنها إلى الظلمة الخارجية، حيث "لا يعاينون النور إلى الأبد" (مز 49: 19)، ولا يكون لهم رجاء قط. يُطرد الشرير من المسكونة، أي من ملذات العالم الذي كان يظن أنها مسكونة، فيخرج كما مع أبويه الأولين آدم وحواء من الجنة. هكذا يُطرد من حجال العريس السماوي حيث لا موضع له، ويبقى في الظلمة الخارجية أبديًا. * "محوت اسمهم إلى الدهر والأبد" (مز 9: 5). إنك تدَّمرهم تمامًا، تستأصلهم من أصولهم، وتمحوهم فتختفي ذكراهم أيضًا... "باد ذكرهم بتحطيم" وفي نص آخر "باد ذكرهم معهم". ماذا يعني بقوله: "بتحطيم"؟ إنه يتحدث عن تدميرٍ تامٍ، أو عن بشاعة الشرور. وهذه في الواقع علامة عناية الله، أنه لا يفعل هذا سرًا، حتى يُصلح من حال الناس خلال مصائب الآخرين. لذلك يشير إلى شهرة الدمار الذي يحل بهم. القديس يوحنا الذهبي الفم هو طبيب، ويقدم لك نوعًا من التطهير. إنك تصرخ، لكنه يبقى يقطع ولا يرفع يده حتى يقطع حسب مسرته. فإن الطبيب الذي يسمع للشخص ويتوقف عن أن يجرح ويطهر إنما هو قاسي. الأمهات تواصلن في استحمام أطفالهن من أجل صحتهم. أما يصرخ الأطفال بين أياديهن؟ هل هؤلاء قاسيات لأنهن لا يتوقفن ولا يبالين بدموع أطفالهن. ألسن مملوءات حنانًا...؟ هكذا فان الله أيضًا مملوء حبًا، لكنه يبدو كمن لا يسمع. إذ لا يتوقف حتى يشفينا أبديًا. ربما يقول الشرير، إنني أفعل الشر وأنا في أمان، لأن عيني الرب ليست نحوي، إنما الرب يصغي للأبرار، وليس لي، أفعل ما أريد وأنا في أمان. إذ يرى الرب أفكار البشر قيل: "وجه الرب ضد عاملي الشر، ليقطع من الأرض ذكرهم" (مز 34: 16) . القديس أغسطينوس البابا غريغوريوس (الكبير) |
|