|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* آه أيها الأعزاء المحبوبون! وإن كنا سنقتني تعزية من الأحزان، وراحة من الأتعاب، وصحة من الأمراض، وخلودًا بعد الموت، لا يجوز لنا أن نغتم من الأمراض التي تلحق بالبشرية، ولا نقلق بسبب التجارب التي تحل بنا. يلزمنا ألا نخاف إن تآمر الذين يحاربون المسيح (الأريوسيون) ضد الصالحين، إنما بالحري نحن نرضي الله بالأكثر بسبب هذه الأمور، إذ نتهيأ أكثر ونتدرب على حياة الفضيلة. لأنه كيف ننال الصبر ما لم توجد متاعب وأحزان؟ وكيف تظهر الشهامة إلا باحتمالنا الهزء والظلم؟ وكيف يختبر الاحتمال ما لم يوجد هجوم من الأعداء (الأريوسيين وغيرهم)؟ وكيف تتزكى طول أناتنا إن لم توجد وشايات ممن هم ضد المسيح (الأريوسيين)؟! وأخيرًا كيف يمكن للإنسان أن يدرك الفضيلة ما لم تظهر أولًا شرور الأشرار؟! هكذا فإن ربنا سبقنا في هذا عندما أراد أن يظهر للناس كيف يحتملون... عندما ضُرب احتمل بصبر، وعندما شُتم لم يشتم، وإذ تألم لم يهدد، بل قدم ظهره للضاربين، وخديه للذين يلطمونه، ولم يحول وجهه عن البصاق (1 بط 23:2؛ إش 6:50). وأخيرًا كانت إرادته أن يُقاد إلى الموت حتى نرى فيه صورة كل الفضائل والخلود، فنسلك مقتفين آثار خطواته، فندوس بالحق على الحيات والعقارب وكل قوة العدو (الخطية). القديس أثناسيوس الرسولي |
|