|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"غَضَبُهُ افْتَرَسَنِي وَاضْطَهَدَنِي. حَرَّقَ عَلَيَّ أَسْنَانَهُ. عَدُوِّي يُحَدِّدُ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ". [9] من هو هذا العدو الذي يفترسه بغضبه عليه؟ هل أليفاز ومن معه الذين سحقوه باتهاماتهم ضده ظلمًا؟ أو هل الشيطان الذي لن يستريح براحة إنسان يعبد الله بالحق، فيثير الأشرار عليه؟ يرى البعض أنه في ضعفه يرى عدوه هو الله نفسه الذي سمح له بالتجارب القاسية، والتي لا يعرف أيوب علةً لذلك. إن كان "غضب الملك رسل الموت" (أم 16: 14)، فماذا يكون غضب ملك الملوك؟ لكن واضح من سياق الحديث أنه لا يُقصد ذلك. *"جمع غضبه ضدي، وهددني، وصرّ أسنانه عليَّ، تطلع إليَّ عدوي بعينين مرهبتين" (أي 16: 9) LXX. من هم الأشرار إلاَّ أعضاء الشيطان؟ لذلك يعمل هو بهم بما يضعه في قلوبهم ويلتزمون به. فالشيطان حتى الآن يضمر غضبًا على الكنيسة المقدسة، لكن غضبه يتشتت، لذا يضع تجاربه الخفية خلال وكالة أفراده... أسنان هذا العدو هم المضطهدون ومنفذو العذابات على الصالحين، الذين يشوهون أعضاء الكنيسة عندما يصبون المحن على مختاريها باضطهاداتهم لهم. أما عينا هذا العدو فهم الذين يخططون ما هو لضررها للتنفيذ، وبمشورتهم يلقون ضوءً على قسوة مضطهديها. لذلك فإن عدوها القديم يصر بأسنانه عليها، مادام يصطاد خلال أبناء الهلاك القساة حياة الصالحين فيها. يتطلع عليها بعينين مرهبتين، وذلك خلال مشورات الأشرار. فلا يكف عن أن يضع خططًا للمحن لكي يعذبها أكثر فأكثر. وكما أن الحق المتجسد (السيد المسيح) في كرازته اختار أشخاصًا فقراء من العامة وبسطاء، فمن الجانب الآخر الملاك المرتد، الإنسان الملعون، سيختار في نهاية العالم للكرازة ببطلانه ماكرين وملتوين لهم معرفة هذا العالم. البابا غريغوريوس (الكبير) احتقرت أباها وأبغضته من سيناء، ولما تجسد ابنه لخلاصها أمسكته ووضعته على الصليب، ووقفت ترقص وتضحك وتزدري وتهزأ. تعال يا موسى، أنظر العروس التي أخرجتها من مصر، ماذا تعمل بعريسها الطاهر! تعال، انظر الوليمة التي وضعتها أمامه. أحضرت المر، مزجت الخل، استلت السيف. عوض المن أعطته الخل. عوض المياه المرة التي جعلها لها حلوة، وضعت له المر في المياه الحلوة. الكرمة المختارة صنعت عنبًا رديئًا. القديس مار يعقوب السروجي |
|