|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا، وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ [2]. إن كان السلوك بالظلم شرًا، فإن من يقضي بالظلم أشر. لم يستطع الحكيم أن يرى قضاة يحكمون بالظلم، إذ يقول: "وأيضًا رأيت تحت الشمس، موضع الحق، هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور" (أم 3: 16). "وترفعون وجوه الأشرار". إن كان القضاة والقادة يحكمون بالظلم، فإن من يمتدحهم على شرهم، يشاركهم شرورهم. ليس من حب أعظم من أن يسلم الخالق نفسه لخليقته، ويقبل الديان أن يُحاكم بأيدٍ بشريةٍ. دعا نفسه وهو الذي يُغطي الشاروبيم وجوههم بأجنحتهم من بهاء عظمته، ذليلًا ومسكينا وفقيرًا، بل وكأنه يتيم! سلَّم نفسه لحكم الصلب والموت، لكي يرفع عنا خطايانا، وننعم ببِّره، ونتأهل للتمتع بالميراث الأبدي. * العبارات التالية موجهة على وجه الخصوص إلى القضاة. إن كانوا قضاة علمانيين، فالمعنى بالنسبة لهم واضح. أما إن كانوا قضاة في الكنيسة، فيلزمنا أن نفهم أنهم الأساقفة والكهنة. "حتى متى تقضون ظلمًا؟" [2] من يفسد القضاء هو قاضي ظلم، ذاك الذي يقول عنه الإنجيل لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا (لو 18: 2). "حتى متى تقضون جورًا؟" لقد أعطيتكم سلطانًا على قطيعي وعلى شعب الله، يلزمكم أن تكونوا قضاة لا ذئاب . القديس جيروم * "حتى متى تقضون جورًا، وترفعون وجوه الأشرار؟" [2]. وفي موضع آخر: "حتى متى تثقل قلوبكم" (مز 4: 2 الفولجاتا) هل إلى أن يأتي ذاك الذي هو نور القلب؟ إني أقدم ناموسًا، وأنتم تقاومونه بعنادٍ. أرسلت أنبياء، وأنتم تعاملتم معهم بالظلم أو قتلتموهم أو تواطأتم مع الذين فعلوا هكذا معهم... جاء الوارث الآن، فهل لكي يُقتل؟ أليس من أجلكم أراد أن يكون كابن تحت أوصياء؟ أليس من أجلكم جاع وعطش كمن هو في احتياج؟ ألم يصرخ إليكم: "تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب" (مت11: 29)؟ ألم يصر فقيرًا وهو الغني لكي بفقره يغنيكم (2 كو 8: 9)؟ القديس أغسطينوس |
|