كثيرًا ما يعلن كلمة الله عن نفسه أنه الديان، لا ليرعب البشر،
وإنما بالحق لأنه ينتظر أن يلتقي بهم، ليحملهم إلى الأمجاد الأبدية.
إنه يود أن يعلن أنه قائم في مجمع الآلهة، في وسطهم يقضي.
اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ.
فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي [1].
يرى البعض أن المزمور يتحدث عن الله بكونه قاضي القضاة وأيضًا الملوك والرؤساء. فإن كان قد سمح بقيام تنظيمات بشرية، وطلب الخضوع لها. فإنه من جانب هؤلاء القادة يلزمهم أن يدركوا أنهم خدام الله، وُضعوا لمساندة الضعفاء، والدفاع عن المظلومين، وتدبير أمور الشعب. يليق بهم أن يكونوا ممثِّلين له "في شفتيّ الملك وحي، في القضاء فمه لا يخون" (أم 16: 10).
إن كان الله يسمح بقيام قادة أشرار، فإنه إذ يقدس الإرادة الحرة، يسمح لهم أن يمارسوا عملهم بقسوة قلوبهم، لكنه هو ديان الجميع. قيل لهم: "اُنظروا ما أنتم فاعلون، لأنكم لا تقضون للإنسان بل للرب، وهو معكم في أمر القضاء، والآن لتكن هيبة الرب عليكم. احذروا وافعلوا، لأنه ليس عند الرب إلهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء" (2 أي 19: 6-7).