* هذه أيضًا يمكن أن تؤخذ بخصوص الروح، فإننا أحيانًا نحاول أن نتقدم في بلوغ مكاسب في الفضيلة وبعض المواهب المقدمة لنا، لكننا نُمنع من بعضها... فإنه لا يوجد إنسان يبلغ إلى الدرجة التي يشتهيها، إنما الله القدير الذي يميز ما بداخلنا يضع حدودًا للمكاسب الروحية ذاتها. هكذا بالأمور التي يحاول الإنسان أن يسود عليها ويعجز عن ذلك، لا يعود يفتخر حتى بالأمور التي في سلطانه.
هذا هو السبب الذي لأجله الكارز العظيم الذي حُمل إلى السماء الثالثة واخترق أسوار الفردوس (2 كو 12) بعد نواله هذا الإعلان لم يُعطَ له سلطان ليستريح، وأن يكون بدون تجربة، إنما لأن الله القدير "عيَّن للإنسان حدوده فلا يتجاوزها"، رفعه ليدرك أمورًا علوية، ثم عاد فنزل به ليخضع لضعفاتٍ. هذا حدث لكي لا يتكبر بذاته، بل يلتزم بالتواضع، فيلزم حدوده، وبعد تطلعه إلى قياس حدوده يسعى أن يكون في أمان.