منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 03 - 2023, 07:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,419

أيوب | اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ


اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ،
وَشَبْعَانُ تَعَبًا (غضبًا) [1].
يشترك أيوب مع أليفاز في أن الإنسان مولود للتعب والمشقة. يقول الحكيم: "لأن كل أيامه أحزان، وعمله غم، أيضا بالليل لا يستريح قلبه، هذا أيضًا باطل هو" (جا 2: 23). هكذا عندما يركز الإنسان على ما يحلّ به يتطلع إلى الحياة بنظرة مُرة. أما إذ رفع قلبه إلى الله، فيرى في الحياة عطية إلهية، ويدرك خطة الله خلف ما يحل به من متاعب، فتتهلل نفسه بروح الرجاء.
يتطلع أيوب إلى نفسه كما إلى كل إنسانٍ، فلا يجد ما يفتخر به، فإنه مولود المرأة، أي من زرع بشري ضعيف. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن المرأة هنا تشير إلى الضعف الروحي، فالإنسان الذي يولد من امرأة في ضعفٍ يمتلئ من السخط. وهو قليل الأيام، مهما طال عمره يُحسب عمره كله أيامًا قليلة، وملخص كل حياته أنها أيام مملوءة بالتعب والألم، يندر أن يعبر يوم بدون ضيقة.
* بالحق حال الإنسان بؤس! يلتزم أن يقدم حسابًا عن خطيته، ومع ذلك لم يقدر أن يتجنب الخطية.
لقد اضطر إلى الدخول في محاكمة، ليقف أمام نظر الله القدير، معلنًا أسباب تصرفاته... مع أنه لا يقدر أحد أن يكون طاهرًا من الخطية.
يرجع الذنب إلى بدء الطفولة نفسها، قبل أن يوجد لدى الإنسان القدرة على إدراك للخطأ.
أي حال من البؤس هذا، أن حياته قصيرة والإغراء حلو، والمحن متضاعفة، والغيظ عمل يومي. فإنه حتى في وسط لحظة البهجة توجد مرارة دائمة .
القديس أمبروسيوس
يعلق القديس أغسطينوس على العبارة "شبعان غضبًا" (1:14) بأن غضب الله، إنما باعثه مراحمه ومحبته التي دفعته إلى تجسد الابن الوحيد في ملء الزمان لكي يجددنا وينزع عنا كل جرم الخطايا، سواء الخطية الجدية المتوارثة عبر الأجيال أو تلك التي نمارسها.
* سقط الجنس البشري تحت دينونة عادلة، وصار كل البشر أبناء الغضب. كُتب عن هذا الغضب: "عبرت أيامنا في سخطك، قضينا سنواتنا كقصةٍ قد رويت" (مز 90: 9). ويقول أيوب أيضًا عن هذا الغضب: "الإنسان مولود المرأة قليل الأيام، وشبعان غضبُا" (أي 14: 1). وعن هذا الغضب يقول الرب يسوع أيضًا: "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36 - حديث القديس يوحنا المعمدان وليس السيد المسيح)... يُولد كل إنسانٍ بهذا الغضب، لذلك يقول الرسول: "كنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين" (أف 2: 3).
القديس أغسطينوس
* الإنسان "مولود المرأة قليل الأيام"، لأن الله أمره أن يعود إلى التراب (تك3: 19). أما عن كونه شبعان غضبُا (فأيوب يفكر) في اللحظة التي تقبل الإنسان فيها الأمر بحفظ الوصية فعصاها (تك2: 17؛ 3: 6).
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
* لاحظوا دقة التعبير: "تذخر لنفسك غضبًا"(رو 2:5)، موضحًا أن الدينونة لا تصدر عن الديّان، إنما هي نتيجة لعمل الخاطيء، إذ لا يقول "يذخر الله لك" وإنما "تُذخّر لنفسك"... إنه يحاول اجتذابك بكل وسيلة، فإن ظللت على عنادك تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة. ولكن لا يتبادر إلى ذهنك أن غضبه انفعال عنيف إنما هو العدالة، هو "استعلان"، حيث ينال كل إنسان ما يستحقه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* حين نقرأ عن غضب الرب وسخطه، ينبغي ألا نفهم اللفظ وفق معنى العاطفة البشرية غير الكريمة. إنما بمعنى يليق بالله، المنزه عن كل انفعالٍ أو شائبةٍ. ومن ثم ينبغي أن ندرك من هذا أنه الديان والمنتقم عن كل الأمور الظالمة التي ترتكب في هذا العالم.
وبمنطق هذه المصطلحات ومعناها ينبغي أن نخشاه بكونه المخوف المجازي عن أعمالنا، وأن نخشى عمل أي شيء ضد إرادته. لأن الطبيعة البشرية قد ألفت أن تخشى أولئك الذين تعرف أنهم ساخطون، وتفزع من الإساءة إليهم، كما هو الحال مع بعض القضاة البالغين ذروة العدالة.
فالغضب المنتقم يخشاه عادة أولئك الذين يعذبهم اتهام ضمائرهم لهم، بالطبع ليس لوجود هذه النزعة في عقول هؤلاء الذين سيلتزمون بالإنصاف في أحكامهم. لكن بينما هم في غمرةٍ من هذا الخوف، فإن ميول القاضي نحوهم تتسم بالعدالة وعدم التحيز واحترام القانون الذي ينفذه. وهذا مهما سلك بالرفق واللطف، موصوم بأقسى نعوت السخط والغضب الشديد من أولئك الذين عوقبوا بحقٍ وإنصافٍ .
القديس يوحنا كاسيان
يرى القديس غريغوريوس النيسي أن أيوب يدعو الإنسان هنا "المائت".
* "المائت مولود المرأة قليل الأيام، وشبعان غضبُا" [1]. الكائن الذي يدعوه الكتاب المقدس في تاريخ الخليقة "إنسانًا"...هو بعينه يدعوه أيوب مائتًا ، أما الكتَّاب الوثنيون فبعضهم يدعونه كائنًا بشريًا ، وآخرون "متكلم ناطق".
القديس غريغوريوس النيسي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ
أيوب | لَيْسَ الْكَثِيرُو الأَيَّامِ حُكَمَاءَ
أيوب | أَنَا صَغِيرٌ فِي الأَيَّامِ، وَأَنْتُمْ شُيُوخٌ
أيوب | عِنْدَ الشَّيْبِ حِكْمَةٌ وَطُولُ الأَيَّامِ فَهْمٌ
قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024