|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاب اسمه جدعون هبَّت عليه أربع عواصف ترابية في شتى مجالات الحياة كالآتي: أولاً عاصفة شخصية: يقول عن نفسه «أنا الأصغر في بيت أبي» (قضاة٦: ١٥). لم يكن البِكْر وبالتالي ليس له امتياز البكورية، مُهمَل في نظر نفسه وفي نظر أسرته، مما ولَّد عنده الشعور بصغر النفس واليأس والإحباط والضعف، وما أقساه من شعور يجعل الإنسان في حالة تراجع، لا يستطيع الإقبال على الحياة. ثانيـًا عاصفة أسرية: كان من عائلة محتقرة فهو يقول عن نفسه «عشيرتي هي الذُلَّى في منسى» (قضاة١٦: ١٥). فقد نشأ في أسرة فقيرة الحال وعلى المستوى الاجتماعي محتَقَرة، عشيرة أبيعزر لم يُسمع عن أحد منهم قام ببطولات أو عمل عملاً عظيمـًا أو كان أحد أجداده من مشاهير بني إسرائيل؛ فهي عشيرة نكرة ومحتقرة من بقية عشائر سبط منسىٍ. ثالثـًا عاصفة قَبَليـَّة: فسبط (أو قبيلة) منسى كان محتقرًا بالنسبة لباقي الأسباط ولا سيما من سبط إفرايم؛ فمنذ أن وضع يعقوب يده اليمنى على إفرايم وقَدَّمه على منسى، رغم أن منسى هو بكر يوسف (تكوين٤٨: ١٤)، أصبح سبط منسى محتَقَرًا في عيني نفسه وعيني إفرايم وعيون باقي الأسباط. وهذا ما أثبته التاريخ بعد ذلك سواء في قصة جدعون أو يفتاح الجلعادي (قضاة١٠). رابعـًا عاصفة قومية: تعرضت بلاده لخطر مس أمنها القومي؛ فقد هجم المديانيون عليها واحتلوها واستعبدوهم سبع سنين، وأكلوا قُوتهم اليومي وهاجر كثيرون من الشعب كلاجئين في المغاير وفي كهوف الجبال، «وَإِذَا زَرَعَ إِسْرَائِيلُ، كَانَ يَصْعَدُ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَبَنُو الْمَشْرِقِ، يَصْعَدُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ وَيُتْلِفُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى غَزَّةَ، وَلاَ يَتْرُكُونَ لإِسْرَائِيلَ قُوتَ الْحَيَاةِ، وَلاَ غَنَمًا وَلاَ بَقَرًا وَلاَ حَمِيرًا. لأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْعَدُونَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ وَيَجِيئُونَ كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ وَلَيْسَ لَهُمْ وَلِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ، وَدَخَلُوا الأَرْضَ لِكَيْ يُخْرِبُوهَا» (قضاة٦: ٣). |
|