|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يجد أيوب مسرته أن يدافع عن نفسه وأن يجيب على أي اتهام موجه ضده. في نهاية كلامه يؤكد إنه ينتظر الخلاص حتى في الهاوية، ثم يسأل الله أن يهب له أمرين: أن يبعد يده عنه، وأن لا يدع هيبته ترعبه [20-21]. ويتضح هنا إن صورة التهكم ولهجة العناد قد حل محلها طلب الصبر والتأني، ويعرب أيوب عن دهشته من أن الله يعامل بقسوةٍ إنسانًا ضعيفًا، حياته مملوءة من المشقة، وأيامه قصيرة كالعشب الذي ييبس، وكالظل الذي سرعان ما يزول. بل إن الشجرة التي تقطع قد تعود فتفرخ، أما الإنسان فإذا مات فإنه لا يحيا. لا يتظاهر أيوب إطلاقًا بأنه بلا خطية، ولكنه يقول بصراحة إنه خاطئ منذ صباه، يعترف أنه خاطئ إلى حدٍ ما لكن هذا لا يبرر كل ما حلّ به من متاعب مرعبة. يريد أن يعرف بدقةٍ أية خطية معينة هي التي استوجبت عداوة الله له [24]. فإنه قبلما يُسمع إليه يُعفى من العقوبة على خطاياه [23-25].لقد صار مسجونًا مدانًا، موضعًا في القيود، تحت حراسة مشددة، وتحت الحفظ [27]، مع أنه إنسان ضعيف للغاية، ليس إلاَّ [28]. هنا يذكر ثلاثة أنواع من الخطايا: الخطأ والفشل والعصيان. في جرأة يعاتب أيوب أصدقاءه الثلاثة الذين سخروا به وقدموا اتهامات ضده. وفي جرأة عاتب الله بسبب ما حلّ به. |
|