|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصوص قرارات مؤتمر أديس أبابا يناير سنة 1965 م للكنائس الأرثوذكسية الشرقية تقديم 1- يسرنا جداً أن نجتمع فى مؤتمر يدعوا إليه صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا , وأن ندرس وسائل تقوية رباط الوحدة بين كنائسنا الشقيقة حتى تستعيد قوتها الروحية لتشهد بأكثر قورة الرب أبينا السماوى فى طاعة الإيمان لربنا يسوع المسيح وفى قوة الروح القدس . 2 - إننا نؤمن أن هذا المؤتمر يبدأ عهداً جديداً فى تاريخنا , وأن املنا الثابت أن هذا الإجتماع بداية عصر المجامع تعقد فى المستقبل لتربط كنائسنا فى حالة الوحدة التى عائتها خلال فترة المجامع المسكونية الثلاثة الولى : فى نيقية والقسطنطينية وأفسس وبذا تتمكن كنائسنا بقوة وحيوية متجددة من نشر رسالة الفداء فى العالم . 3- وفى دراستنا فى هذا المؤتمر إتفقنا على فحص النتائج والتوصيات المقدمة لنا من لجنة اللاهوتيين الذين عيناهم ولذا ركزنا إهتمامنا على ما يجب ان تعمله كنائسنا مشتركة بصدد ستة موضوعات لها أهمية كبرى فى الوقت الحاضر وفيما يلى قراراتنا :- أولاً : كنائسنا والعالم الحاضر أ- مقدمة 1- يجتاز العالم الذى نعيش فيه تغييرات أساسية تؤثر تماماً فى حياة الناس , وتتغير أفكار الرجال والنساء نتيجة نظريات التطور , ويختبرون وسائل جديدة من الثقافة , وبذا تواجه شعوبنا فى كل مكان موجات دنيوية ضخمة , وفى الوقت الحاضر تتسع الشقة بين الكنيسة وبين ألإنسان الحديث المتعلم , وعلى الأخص الشباب منهم , وبذا صار لربطهم بالكنيسة أهمية كبرى , ونحن نقرر أن نعطى إهتماماً كبيراً للمقترحات التالية المقدمة إلينا من اللجنة التحضيرية . 2- بخصوص المشاكل التى تظهر فى عقول المؤمنين فى القرن العشرين نتيجة إتجاهات جديدية روحية أو عقائدية أو تفسيرية أو مادية أو إلحادية فإن مؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية يؤكد تمسكه بالإيمان ألرثوذكسى والعقيدة القائمة على الكتاب المقدس والتقليد المقدس , اما النظريات والتصريحات الحديثة على وجه الخصوص سواء أقام بها أفراد أو جماعات بخصوص حياة وتعاليم ربنا يسوع المسيح وتجسده وصلبه فإن الحكم عليها يجب أن يكون على أساس نصوص الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة : " عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص , لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان , بل تكلم إناس الرب القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 20 و 21) وأيضاً " كل الكتاب هو موحى به من الرب ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتهذيب الذى فى البر لكى يكون إنسان الإله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2 تى 3: 16و 17) وعلى كل من كنائسنا أن تعين لجنة لدراسة تفصيلات المشاكل التى توجهها نتيجة هذه النظريات الحديثة , وأن تكون الردود المطلوبة وأن تخطر اللجنة الدائمة للمؤتمر بما تصل إليه من النتائج لكى تدرس فى مؤتمر مقبل . ب- الشباب 3- إن نسبة كبيرة من الشباب المتعلم تبتعد عن المشاركة الإيجابية فى حياة الكنيسة ويظهر هذا الأمر بوضوح فى إحجام غالبية الشباب المتعلم االجامعى عن خدمة الكهنوت , وليس غريباً أن نجد الشابا المتعلم عازفاً عن الإرتباط بالكنيسة بينما نراه متحمساً للعضوية فى جماعات ذات صبغة أيدولوجية أو إجتماعية تنجح فى جذب خيالهم وإخلاصهم , وأن أحد أسباب هذه المشكلة يكاد يكون فى أنهم يشعرون أن الكنيسة تحيا فى عصر عتيق وتهتم بمسائل التاريخ والعقيدة أكثر من إهتمامها بالمشاكل الواقعية للأنسان الحديث , هذا وأنهم يعتبرون الكنائس لا تهتم بشئ إلا بحفظ تراث الإيمان المسلم مرة للقديسين وأنماط العبادة التقليدية , وبتعبير آخر فإن الوعظ والممارسات الكنسية تبدو ذات أهمية ثانوية فى نظر الإنسان فى عصر التكنوليوجيا والعلم . جـ - التوافق بين الإنسان وحياة الكنيسة فهناك حاجة ملحة لإعادة التوافق بين الإنسان فى العصر الحديث عامة والشباب المتعلم على وجه الخصوص , وبين حياة الكنيسة , كما أنه يلزم أن نعطى أهمية خاصة لأولئك الذين يعيشون فى مناطق صناعية وفى المدن , ويجب على كنائسنا أن تتخذ خطوات فعالة سريعة لتعطى الشعب الفرصة فى الإشتراك فى الحياة الكنسية , كأن تراجع نظم الصوم عامة وعدد أيام الصوم , وأن تعلم المؤمنين القيم الروحية وراء هذه الممارسات حتى يمارسها الشعب بتعمق وفهم , وكذلك مدة الخدمات الكنسية واللغة المستخدمة فيها , وما يلزمها من تبسيط وملائمة دون المساس بما تحوية من عمق روحى وفاعلية سرية , وكذلك ما يعطى من الرجال والنساء بالأخص الشبان العلمانيين فرصاً للمشاركة فى حمل المسئوليات الخاصة بحياة ونشاط كنائسنا , فلا يجب أن يحسب الشبان على هامش الكنيسة , بل نفسح امامهم الفرصة ليدخلوا إلى قلب الحياة الكنسية , فعلى كل من كنائسنا أن تكون لجنة من الأخصائيين لدراسة هذه المور كل بحسب ظروفها وتخطر الكنائس الأخرى بنتائج بحوثها , وهنا يلزمنا أن نسجل ما أتخذته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية وفى الهند , والكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية من تغييرات فى نظم الصوم ومدته . دـ الأسرة المسيحية والحياة الروحية 5- البيت المسيحى هو الخلية الأساسية فى حياة الكنيسة , والحاجة الملحة إلى تربية معينة للأسرة المسيحية , فيلزم إعطاء الأزواج والراغبين فى الزواج توجيهات كافية قبل وبعد الزواج كما أنه يلزمنا من الناحية الرعوية أن نهتم بدراسة مشكلات تنظيم ألسرة وإنحلال الزواج وغيرها من الموضوعات المتصلة بها . 6- على أن مطالعة ودراسة الكتاب المقدس فى العائلة , والصلوات العائلية اليومية وحضور الكنيسة والإعتراف السليم والتناول أمور تحتاج إلى تشجسع بكل الوسائل الممكنة وينبغى تقوية وتعميق حياة الناس فى أسرار الكنيسة وفاعليتها , هذه الفاعلية التى لابد أن تظهر فى الحياة العالمية فى الإهتمام بالفقير والمحتاج , فإن المواهب الروحية المعطاة بالنعمة الإلهية ينبغى أن تترجم إلى أعمال البر والعطاء المضحى من اجل المحتاجين ونشر العدالة الإجتماعية . ويجب أن يعود للأعتراف مرة أخرى أهميته كمنبع فياض للأرشاد الروحى والتوجيه الخلقى , فإن كل هذا يستدعى إعادة إنعاش مسئوليات الرعاية فى كنائسنا . هـ ـ التربية المسيحية 7- إن التربية المسيحية لأطفالنا وشبابنا موضع إهتمام بالغ فى كنائسنا , فنقرر تكوين لجنة خاصة من الخبراء من رجال التربية والإمليروس والشعب لإعداد الإطار العام لمنهج التربية المسيحية يمكن تطبقة كنائسنا مع إدخال التعديلات التى تتناسب مع تقاليد وظروف كل كنيسة . و - الأدب المسيحى 8- منذ فجر المسيحية , لعب الأدب دوراً كبيراً فى خدمة الكنيسة , فقد خلف لنا آباء الكنيسة تراثاً أدبياً ضخماً فى ميادين دراسات الكتاب المقدس والدراسات اللاهوتية والطقسية والتاريخية وسير القديسين , ولذلك فلا ينبغى أن نحصر أنفسنا فيما ورثناه كمنبع وحيد لغذائنا الروحى , بل ينبغى أن يكون أفنتاج ألدبى فى كنائسنا عملية مستمرة تضفى روحاً متجدداً فى كنائسنا . ولذا نحتاج إلى : ** تفاسير للكتاب المقدس ** كتب لاهوتية توضح الإيمان المسيحى ** إنتاج أدبى يهدف إلى مجابهة الأيدولوجيات الحديثة , والنظريات الإجتماعية والأفكار النفسية المتعلقة بتعاليم الإنجيل . ** كتب مسيحية شعبية كقصص ونبذات تكتب بطريقة سهلة وجذابة وأسلوب مبسط . ** نشرات تعليمية تعطى فكرة متكاملة عن تاريخ كنائسنا ووضعها الحالى تكتب بطريقة رقيقة وعادلة , وبروح النقد الذاتى بدلاً من روح التعالى التى نلحظها ألآن ** مجلة لكل كنائسنا تحتوى على مختارات من أنتاج مجلاتنا المحلية ونشاط لجاننا وسكرتارياتنا العامة . ز - الحياة الرهبانية 9- ينبغى أن ننعش الرهبانية فى كنائسنا , وكما يلزم أن نؤكد أهمية التأمل والعمل اليدوى والدراسة حسب القواعد الرهبانية , يلزم أيضاً إيجاد أنواع مختلفة من النظم الرهبانية مراعيين مساهمتها الفعالة فى نشلط الكنيسة ككل , وأن الإختيار الدقيق والتدرب السليم للمقبلين عليها هما دعامتان أساسيتان لإنعاش وتجديد حياة الرهبانية . 10- ينبغى أن نفكر بجدية فى إعادة النظم الرهابنية الخاصة بالنساء , ولسوف تستفيد الكنيسة كثيراً من هؤلاء النساء الراهبات اللاتى يشعرن بدعوة لتكريس حياتهن بالكامل لخدمة الرب , وعلينا ان نفكر جدياً فى تبادل الرهبان والراهبات بين كنائسنا ط- - التقويم الذى تتبعو كنائسنا 12 - وعلى الكنائس أن تواجه جدوى إعادة النظر فى التقويم الذى تتبعه كنائسنا فى هذه الأيام , فإن تقويما موحداً تتبعه كنائسنا ليصبح أفضل تعبير عن وحدتنا , ولهذا قررنا تكوين لجنة بين الخبراء , تدرس بالتفصيل أسباب الإختلاف والصعوبات الناجمة عن ذلك لتقدم لنا تقريرا لأتخاذ اللازم بصدده , وهنا نذكر أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية والهند , وكذلك الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية قد قبلت تغييرات فى تقويمها التقليدى بإستخدام التقويم الغريغورى . الفصل الثانى التعاون فى ميدان التعليم اللاهوتى : أ - مقدمة إننا نعترف جميعاً بأن التعليم اللاهوتى من أهم مسئوليات الكنيسة , ونحتاج الكنيسة إلى رجال مستعدين لتلبية نداء الروح القدس للعمل فى الكنيسة , ومن ناحية أخرى يستطيعون أن يواجهوات إحتياجات الإنسان فى العصر الذى نعيش فيه . والتعليم اللاهوتى هو الطريقة المثلى التى تحتاجها الكنيسة لإعداد مثل هؤلاء الرجال , ورغم أن الهدف الأصلى للتعليم اللاهوتى هو تدريب الإكليروس وغيرهم من خدام الكنيسة , ولكن الكنيسة عليها أيضاً أن تقدم التربية اللازمة للعلمانيين ليصيروا أكفاء فى الشهادة للإيمان المسيحى كل فى ميدانه الخاص ب - محتويات التعليم اللاهوتى 2- وبالدراسات اللاهوتية تحاول الكنيسة أن تعلم أولادها وبالذات أكليروسها فى الإيمان بأسلوب يلائم حقائق الحياة فى كل عصر , وأن إيمان الكنيسة الذى يدور حول أقنومية وعمل يسوع المسيح الإله المتجسد المصلوب والمقام وإستمرار إرشاد الروح القدس يؤكد فى كل عصر حقيقة الرب يسوع المسيح وعمله الفدائى , هذا الإيمان مشهود له فى الكتاب المقدس وشكل بذلك التقليد الكنسى . ولهذا ففى مجال الدراسات اللاهوتية لابد أن يخصص وقت كاف لدراسة الكتاب المقدس الذى قدم إلهاماً حياً إلى الأجيال - صار قوة فعالة فى تاريخ المسيحية بإيماننا المشترك ورسالة الرب الحية , ولذا فإن الدراسات اللاهوتية ينبغى أن تؤدى فى إطار من العبادة والإخلاص الدينى بحيث تتناس مع الإتجاهات العقلية فى عصرنا الحاضر , وعن طريق الدراسات اللاهوتية تدرب الكنيسة إناساً مؤسسين " فى الإيمان المسلم مرة إلأى القديسين " يؤهلون للشهادة له فى أجيالهم . 3- وكما نأخذ فى إعتبارنا النواحى الروحية والعقلية , فإننا يجب ألا نهمل الأمور الرعوية فإن برنامجاً للتدريب العملى فى ميدان الخدمة المسيحية يجب أن يكون كجزء من التعليم اللاهوتى , وينبغى أن تتاح للطلاب فى المدارس اللاهوتية فرص للتعرف على العالم فى واقعة بإعتباره الميدان الذى سيخدمون فيه , وبالإضافة إلى هذا ينبغى أن يزود بالتسهيلات التى تساعدهم على الإشتراك فى نشاط وحياة الكنيسة المحلية مباشرة لكى يمكنهم الوقوف على مختلف أوجه خدمات ومشاكل الكنيسة . جـ - منهاج عام 4- ومع مراعاة كل هذه الأمور , فإننا نشعر بضرورة وتخطيط منهاج عام وشامل للدراسات اللاهوتية فى كنائسنا يمكن أن يطبق فى كل كنيسة مع إجراء التعديلات المناسبة التى تلائم هذه الكنيسة وإحتياجاتها المحلية . د - الوسائل العملية للتعاون 5 - بالرجوع إلى السؤال الخاص بكيفية التعاون فى التعليم اللاهوتى , فإن ثمة مشكلتين علينا مواجهتهما : ففى المقام الأول تأتى الحقيقة الأولى وهى أن إختلاف اللغات التى نستخدمها فى التعليم فى معاهدنا الخاصة قد تجعل التعاون صعباً , أما المشكلة الثانية فهى أن كنائسنا لا تستخدم نفس القداسات ولا نفس النظم الطقسية , وحينئذ فإننا نقرر إمكان إستخدام الوسائل التالية للتعاون . أ - لابد وأن نشجع تبادل بعض الطلاب وخصوصاً الدراسات العليا لتعليم اللغات اللازمة , وهؤلاء تمنحهم المعاهد كافة التسهيلات الضرورية لتنفيذ البرنامج الدراسى المختار . ولعل تبادل الأساتذة أسهل بكثير من تبادل الطلاب , وتعظم الفائدة إذا كان هؤلاء من العلماء أو زوى التخصص فى بعض ميادين الدراسة . ب - لابد أو نتعاون فى أنشاء مركز عام للدراسات والبحوث اللاهوتية العليا , كمكان لدراسة متقدمة تخدم كنائسنا , وهذا ينبغى أن يكون معهداً يمنح الدرجات العلمية كما يقدم التسهيلات لدرساه خاصة عالية فى التاريخ والاهوت والمواد الأخرى المتصلة بكنائسنا الأرثوذكسية . ويلحق بهذا المركز طلاب الدراسات العليا الذين ترشحهم إحدى كنائسنا , كما يدعى إلى هذا المركز كبار الأساتذة وغيرهم من ذوى التخصص فى الميادين المشار إليها آنفاً . ولكى نحتفظ لهذا المركز بكفايته العلمية العالية , يجوز أن يعمل تعاوناً مع المعاهد الممائلة فى أنحاء العالم الأخرى . هـ - البعثات الخارجية ونظراً لأن هناك تسهيلات ومنحاً من الجامعات اللاهوتية وغيرها من المعاهد بالخارج تشجيعاً لدراسات أكثر تقدماً , يمكن الإستفادة بها , نرى أن تختار كنائسنا أشخاصاً مؤهلين لترشيحهم للآماكن التى نختارها نحن . وبهذا فإن هؤلاء الذين يبعثون إلى الخارج لابد أن يكونوا مؤهلين فى بلادهم وناجحين بدرجة كافية لمواصلة دراساتهم فى وطن من العالم غير أوطانهم الأصلية , كما يجب أن يكونوا متعمقين فى تقاليدهم وفى نفس الوقت لهم بصيرة فى تقاليد ألاخرين . و - الكتب اللاهوتية 7 - إن إصدار الكتب اللاهوتية والمراجع تعتبر من أهم الميادين التى يجب أن تتعاون فيها كنائسنا , وعندما يتكامل مركز الدراسات والبحوث اللاهوتية المقترح إنشاؤه , فإنه يمكن أن يلحق به هذا العمل كما يمكن أن تترجم الكتب التى ينشرها إلى اللغات التى تستخدم فى كنائسنا حتى لا تقف اللغة عائقاً أمام مجال التعاون الذى نحن بصدده . الفصل الثالث التعاون فى مجال الكرازة أ - مقدمة 1- إن العمل الكرازى حقل آخر ينبغى لكنائسنا أن تتعاون فيه , فالكرازة جزء من تراثنا العام يعيد إلى ذاكرتنا ما قامت كنائسنا من مجهودات جبارة فى هذا الميدان , وفى نفس الوقت نرى أننا نعيش فى عصر يحتاج إلى تقويم جديد لوسائل الكرازة , ولذلك ينبغى علينا أن نتدارس خبرات المنظمات الإرسالية فى كنائسنا لنتكشف ما يمكن عمله لتنسيق جهودنا التبشيرية . 2 - أسس الكرازة إننا نجد أساس الكرازة فى طبيعة وغاية تجسد السيد المسيح اللتين تتضحان فى حياته وتعاليمه ولا ينبغى أن تتملكنا مجرد الرغبة التبشيرية فى زيادة العدد لعدد أعضاء جماعته , كما أننا لا يليق أن نعتبر وصية السيد المسيح : " أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " أمراً يحمل مجرد الطاعة الشكلية , فلقد قال السيد المسيح للآب فى صلاته : " كما أرسلتنى إلى العالم , أرسلتهم أنا إلى العالم (يوحنا 17 : 18) وهكذا أرسل الرب تلاميذه إلى العالم بنفس الطريقة التى أرسله بها ألاب , أى ليشابه البشرية فى كل شقائها ويحمل خطيتها ويموت على الصليب من اجلها , أن أرسالية الكنيسة تتضح فى أن تهتدى بسيدها الذى : " جاء ليخدم وليبذل نفسه فديه عن كثيرين " ولهذا فعمل الكنيسة هو أن تحمل رسالة الخلاص فى العالم وتكون السامرى الصالح الذى يضمد جراحات عالم محطم , مجاهدة لإبراز المحبة الإلهية كحقيقة لمن لم يدركوها بعد , وليس هذا واحداً من أنواع النشاط المختلفة فى الكنيسة فحسب , بل يجب أن يكون جوهر عملها ومحورها . 3 - ونحن نحتاج إلى كارزين مكرسين ليخدموا فى حقل الكرازة والشهادة فى كنائسنا , على أن الأمر لا يقف عند حد تدريب عدد أكثر من الوعاظ المقتدرين وإرسالهم لكل العالم بعد تزويدهم بكل الإمكانيات اللازمة , ولكنه أيضاً أمر أساسى أن يتحرك كل أعضاء الكنيسة مدفوعين بالحب الإلهى الكافى لإحتياجات الإنسان الروحية والمادية , ولهذا صار ضرورياً فى كنائسنا لتبث روح الكرازة والإحتمال - من أجل محبة الرب فى أعضائها و كما تنظم وسائل إعلان بشرى محبة الإله للعالم هو فى أمس الحاجة إليه . جـ - العبادة والكرازة 4- إن حياة الجماعة العابدة هى شهادة ضرويرة لربها الذى قام من الأموات , وأن محبة الإنسانية الباذلة يمكن التعبير عنها فى صلوات كرازية متبادلة , فهذه الصلوات الشفاعية من اجل العالم , ومن أجل العمل المسيحى تعبر عن إهتمامات الكنيسة كما تساعد أعضاء الكنيسة على تفهم دعوتهم الرسولية والكرازية , ولذا يلزم أن نعطى لهذه الصلوات الشفاعية مكاناً أساسياً فى عبادتنا العامة والعائلية , وهذا يحتاج إلى الإكثار من الصلوات الشفاعية فى عبادتنا وإلى برنامج تعليمى للمؤمنين فى هذا الشأن . د - الكرازةوتدعيم الحياة الروحية 5 - على الكرازة أن تجعل كنائسنا آلات أفضل لعمل الروح القدس فى كل نواحى حياتنا , هذا هو المصدر الحقيقى لإنعاش كنائسنا , فالكرازة هى محاولة جادة لإبراز حقيقة محبة ألإله للمحتاجين إليها ولهذا فهى لا تعنى مجرد التعاطف الذى نعبر عنه فى العطاء فى التضحية بكل ما من به الرب علينا من بركات , وينبغى لذلك أن يتعلم أبناء كنائسنا الوسائل الأساسية والعملية لبذل النفس وذلك ضمن إلتزاماتهم الشخصية قبل الرب لأن ثمة نواح غير مسيحية فى حياة شعوبنا وتحتاج إلى تبشير وهنا نحتاج إلى الإستخدام الكامل لكل وسائل النعمة . هـ - تبشير الخارجين 6 - ينبغى أن نركز إهتمامنا على مناطق معينة نرى الكرازة فيها أمراً ملحاً , فالمناطق التى يحتاج رجالها ونساؤها إلى رسالة الإنجيل لحياة جديدة تتطلب منا إهتماماً سريعاً , ورسالة الإنجيل ينبغى أن تقدم ايضاً للذين اوغاهم الإلحاد والمادية والفلسفات والأيديولوجيات الأخرى , حتى ما يترائى لهم حق المسيح فى وضوح وأمانة . 7 - وعلى هذا علينا أن نتذكر أن الشهادة للمسيح لا تعنى أن ننقل ثقافتنا الخاصة للأمم الأخرى , فالذين يدخلون فى حظيرة افيمان يحتاجون إلى معاونة لكى يشهدوا له ايضاً بين أبناء اوطانهم , مما يستدعى إيجاد أنماط جديدة من العبادة تتوافق مع بيئاتهم فتتكون - عن هذا الطريق - كنائس وطنية . و - طريق الكرازة 8 - وثمة حاجة لأن نتدارس وسائل الكرازة المختلفة التى أتبعت سابقاً والتى تتبع حالياً , بهدف أن تجعل المسيح حقيقة أمام المحتاجين إليه , وينبغى أن نرفض كل الوسائل التى تتعارض مع روح المحبة المسيحية والمبادئ الأخلاقية لإيماننا , كما يجدر بكنائسنا للكرازة بالإنجيل أن تستخدم وسائل الإعلام والمعينات التربوية الحديثة كالكتابات الشعبية والسينما والراديو كلما امكن ذلك إلى جانب وسائل الكرازة التقليدية البناءة . ز - التدريب على العمل الكرازى 9 - ومع أ،ه مطلوب من كل مسيحى أن يقوم بعمل تبشيرى فى نطاقة الخاص , إلا ان هناك حاجة ماسة إلى أن يتفرغ البعض تماماً لهذا العمل , وهؤلاء يحتاجون إلى تدريب خاص , ولذا تحتاج كنائسنا إلى إنشاء مراكز تبشيرية لتدرب هؤلاء المكرسين وغيرهم , ولو أننا تمكنا من أنشاء معهد كرازى لكنائسنا جميعاً , فإنه سيخدم أهدافنا بشكل ملحوظ . الفصل الرابع علاقتنا بالكنائس الأخرى أ - مقدمة 1 - نحن نفرح إذ نجد آمالاً كبيرة لأستعادة الوحدة المسيحية فى كل العالم فى وقتنا الحاضر , ونحن نشارك فى هذه الروح تماماً , إن الرب يريد وحدة الجنس البشرى فى كنيسته , ولكن أنقسام العالم المسيحى أمر يدعوا إلى الأسى , ولذلك فنحن نهتم بأن نثير إستفساراً عما يجب أن تكون العلاقة مع الكنائس العديدة التى يضمها العالم المسيحى , وهذه الكنائس يمكن أن تنطوى تحت ثلاثة أقسام : الكنائس الشرقية الأرثوذكسية (حسب التقليد البيزنطى ) , والكنيسة الرومانية الكاثوليكية , والكنائس غير الأرثوذكسية الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى . ب - العلاقات مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية (حسب التقليد البيزنطى ) 2 - حيث انه فى أهتمامنا بعودة الوحدة إلى المسيحية نفكر فى الوحدة بين جميع الكنائس من وجهة النظر الأكثر قرابة فى الإيمان وفى الأخوة الروحية معنا , فإننا نحتاج لأن نستخدم وسائل إتصال مختلفه , وهذا الإعتبار يقودنا لأن نثير موضوع علاقتنا بالكنائس الشرقية ألأرثوذكسية الأخرى كخطوة أولى , فنحن قد أشتركنا فى ألإيمان الواحد وحياة الشركة حتى مئتمر خلقدونية 451 م ثم حدث الإنقسام . 3 - فيما يختص بالخلاف حول طبيعة السيد المسيح والذى أحدث الإنقسام فنحن نأمل أن الدراسات المشتركة بروح الفهم المتبادل يمكن أن تنير السبيل على فهمنا كل واحد لوضع ألاخر , لذلك فنحن نقرر ضرورة بدء دراسة رسمية جديدة تتناول توضيح عقيدة طبيعة السيد المسيح فى وضعها التاريخى يقوم بها علماؤنا آخذين بعين الإعتبار الدراسات السابقة فى هذا الموضوع , وكذلك الدراسات غير الرسمية التى تمت فى إجتماعات مجلس الكنائس العالمى . وفى نفس الوقت نحن نبدى موافقتنا لأن تسعى كنائسنا إلى علاقات أوثق وتعاون مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى فى المور العملية . ملحوظة : نعنى هنا بالكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى الكنائس ذات التقليد البيزنطى . جـ - العلاقات مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية 4 - لقد شاركنا كنيسة روما الإيمان نفسه والشركة حتى مجمع خلقدونية سنة 451 م ثم حدث الإنقسام , ونحن نفرح بالإدراك الجديد الذى أخذت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تبديه نحو التعرف على الكنائس الأخرى , خاصة الكنائس الأرثوذكسية فى الشرق , وبهذه الروح الجديدة , وهذا الأتجاه , نحن نقترح بأننا يجب أن نكون راغبين فى الدخول فى محادثات مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أن تعيد النظر فى مبادئها .. أساليبها بخصوص إحتفاظها بالكنائس التى ضمتها إليها , وكذلك بخصوص قيامها بالتبشير بين أبناء كنائسنا . 5 - نحن سعداء بأن نلاحظ كيف أن الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى قد أوضحت إتجاهاً إيجابيا فيما يخص إنشاء حوار مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية , ونحن نأمل أن تتمكن كنائسنا من السير فى هذا الإتجاه بالتعاون معهم . د - العلاقات مع الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى 6 - نحن على علاقات ودية مع الكنائس الغير أرثوذكسية الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى ونصلى لكى يفتح الرب الطريق للفهم المتبادل والتعاون حيثما أمكن , ومن هذه الكنائس الكنيسة الكاثوليكية القديمة والكنائس الأسقفية التى ننظر إليها بإعتبار خاص , وعلى سبيل المثال , لقد ظهرت الكنائس الأسقفية تقديرها للكنائس الأرثوذكسية الشرقية , ونحن نثق أن هذا سيقود إلى حوار مثمر بينهم وبين كنائسنا , ولقد كانت كنائسنا أيضاً على إتصال مع الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى , كانت فى علاقتنا المتبادلة , وما زالت , صعوبات تنشأ عن محاولات معينه للتبشير بين أبنائنا تقوم بها بعض الكنائس البروتستانتية , غير أننا نأمل أن تنتهى هذه المحاولات , ونحن نثق أن الرب الذى ألف كنائسنا والكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى فى مثل هذه العلاقة الودية , عن طريق هذا المجلس , سيساعدنا لأن ننمو فى الأخوة الواحد مع الاخر , ويردنا جميعاً إلى ملئ الوحدة فى الوقت المعين منه وبالطريقة التى يرتبها . هـ - الحركة المسكونية 7 - وفى الختام نود أن نعبر عن تقديرنا العميق للحركة المسكونية كلها , مثل تلك التى تبناها مجلس الكنائس العالمى , إن روح الأخوة الجديدة والفهم المتبادل والتعاون النابع من الحركة المسكونية لها ثمار نافعة فى حياة جميع الكنائس الأعضاء . 8 - إننا نأمل ونصلى أن يؤيد الرب كل الجهود التى تبذل من اجل تقدم الحركة المسكونية لتمكن الكنائس أن تحقق رسالتها بالجهود المشتركة الواعية فى إخلاص كامل لربنا جميعاًُ يسوع المسيح . الفصل الخامس تكوين هيئة للعلاقات الدائمة 1 - لكى يمكن تنفيذ قرارات هذا المؤتمر , وللتنسيق بين جهود كنائسنا فيما نحن بصدده , نقرر تأليف هيئة دائمة , ولذلك نعين لجنة دائمة تتكون من عضوين يمثلان كل كنيسة تتحدد واجباتها فيما يلى : ** متابعة عمل هذا المؤتمر ** ترتيب اللجان الخاصة لدراسة المسائل الواردة فى قرارات هذا المؤتمر ** القيام بدراسة مفصلة لأنسب وأحسن الوسائل لتكوين تنظيم دائم وسكرتارية لكنائسنا . 2 - عين أعضاء هذه اللجنة الدائمة كما يلى : كنيسة الإسكندرية .. الأنبا صموئيل والأنبا أثناسيوس . كنيسة أنطاكية : مارملاتيوس ومار ساويرس زكا . كنيسة أثيوبيا : القس ملاك سلام صموئيل ترفا ودكتور جيتاتشو هيلا . كنيسة الهند : القس الدكتور ك. س. جوزيف والقس الدكتور ف. س. صموئيا . 3 - للفترة المؤقتة بين هذا المؤتمر وتكوين التنظيم الدائم والسكرتارية , نوافق على تعيين السيد سيفو ميتافريا كسكرتير مؤقت على ألا تزيد هذه المدة عن ستة أشهر , ولقد أقترحته للمؤتمر الكنيسة الأثيوبية الشقيقة حسب طلبنا لكى يقوم بالعمل التنفيذى فى هذه المرحلة , وعلى اللجنة الدائمة فى إجتماعها الأول أن تحدد مسئوليات السكرتير المئقت وتضع خطة العمل فى هذه الفترة المؤقته . الفصل السادس بيان بخصوص السلام والعدل فى العالم يرغب رؤساء الكنائس الشرقية الأرثوذكسية المجتمعون فى مؤتمر أديس أبابا خلال يناير 1965 م فى الإعراب عن أملهم فى أن يروا العدل والسلام يسودان كل الشعوب وأمم العالم , فإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح .. رئيس السلام .. يريد أن يكون على الأرض السلام وبالناس المسرة . ولكن الخوف من الحرب ما يزال يزعج بأستمرار عالمنا الحاضر حيث أن أى حرب تقوم فى عصر الذرة ستؤدى إلى إبادة البشرية والحضارة , ولذلك فإنه يجب أن نبذل كل الجهود الممكنة لمنع إشتعال الحرب فى أى مكان من العالم . على أن السلام ليس فى مجرد إختفاء الحرب , بل هو حالة فيها تحيا كل الشعوب فى إنسجام وتعاون نحو إختبار ملكوت الرب على الأرض , فى مثل هذه الحالة يستلزم الأمر الإعتراف الكامل بحقوق الأفراد والجماعات والشعوب , حيث أن جميع الناس متساوون أمام الرب وجميع أبناؤه , وبركات الرب فى الطبيعة هى لهم جميعاً دون تفرقة بسبب جنس أو ديانة أو لون أو طبقة . ومن أجل هذا يجب أن يعامل جميع البشر , جماعات وشعوباً , على أساس حرية الضمير والمساواة والعدالة , وعلى كنائسنا , فى سبيل طاعتها الرب , أن تعمل من أجل تحقيق العدالة للجميع , وعلينا أن نتعاون سوياً ومع الهيئات العالمية التى تكافح من أجل تحقيق العدالة ونشر السلام فى العالم , كما نناشد جميع الشعوب والأمم وحكومات العالم أن تعمل على تحقيق ذلك , ليبارك الرب وينجح كل الجهود التى تبذل فى هذا السبيل . كما أتخذت القرارات التكميلية الآتية :- 1 - يقررالمجمع تلقيب ألمبراطور هيلاسلاسى الأول : " بطل الأرثوذكسية فى القرن العشرين " 2 - يشكر أعضاء المجمع صاحب الجلالة الإمبراطورة وكنيسة أثيوبيا وقادتها وأعضاءها لأنهم دعو لهذا المؤتمر وعملوا حتى أصبح أمراً واقعاً له أثر طيب فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية ومستقبلها . 3 - يشكر أعضاء المجمع كل من له تعب فى إنجاح جلسات هذا المؤتمر سواء كان معروفاً أو خادماً مخلصاً منكراً لذاته , ويخص بالذكر السيد أتو أبيبا رتا الذى قام بأعمال السكرتير العام للمؤتمر |
|