|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في لوقا ٥، ومختصرًا في متى ٤ ومرقس ١، وهي تخص مقابلة للمسيح مع أربعة من أهم تلاميذه تاريخيًا، وهم ثلثهم عدديًا، وهم الأخوين سمعان وأندراوس، بالإضافة لشركائهما الأخوين يوحنا ويعقوب ابني زبدي. الكفاءة وليس هذا فقط، ولكن هؤلاء الصيادين كانوا في قمة الفشل الوظيفي، والنفسي أيضًا؛ فقد خرجوا من السفنتين، وغسلوا الشباك من طعوم الأسماك، وحينها نقرأ «وَلَمَّا فَرَغَ (المسيح) مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: “ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ”. فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ: “يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ”» (لوقا ٥: ٤، ٥). ورغم عدم منطقية أمر المسيح؛ فوقت الصيد المعروف في الليل، وقد حاولوا فيه دون جدوى، إلا أنهم اتكلوا على كلمة المسيح، ولم يقولوا له: هذا ليس تخصصك، فأنت نجار ونحن صيادون. وكانت نتيجة هذا الإيمان مذهلة زمنيًا «وَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ ... فَأَتَوْا وَمَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ» (لوقا ٥: ٦، ٧)، ويا لها من فرحة كبيرة بعد ليلة يائسة!! أما عن النتائج الروحية، فكانت أهم بكثير؛ ومنها أنهم عرفوا حقيقة أنفسهم، لدرجة أن بطرس خَرَّ للرب داخل السفينة معترفًا: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!» (لوقا ٥: ٨)، وكذلك فالتلاميذ عرفوا حقيقة قائدهم، فنقرأ «وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ» (لوقا ٥: ٨، ١١). وهنا لنا درس هام جدًا، فعلى من يريد اتباع المسيح، وأن يكون تلميذًا وفيًا له، ألا يثق في كفاءته الشخصية مهما كانت، ولكن يضع كل ثقته وإيمانه في كفاءة المسيح نفسه، فيسلمه حياته، ومستقبله، وكل ما يملكه، متكلاً على محبته، وحكمته، وقدرته، فالمسيح لا يشترط الكفاءة، ولكن الإيمان. |
|