|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة والثالوث القدوس "كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي، وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد أن يُعلِن له" [22]. * العبارة: "تعرفونني وتعرفون من أين أنا" (يو 7: 28) خاصة بشخصه كإنسانٍ، أما العبارة "لستم تعرفونني أنا ولا أبي" [19] فخاصة بلاهوته... فمن الواضح أن كلمات القوم الذين من أهل أورشليم: "هذا نعلم من أين هو" (يو 7: 27) تشير إلى حقيقة أنه وُلد في بيت لحم (مت 2: 1). وقد عرفوا أنه ذاك الذي أمه تُدعى مريم وأن إخوته (أبناء خالته) هم يعقوب ويوحنا وسمعان ويهوذا (مت 13: 55). لهذا شهد للقائلين: "هذا نعلم من أين هو" قائلًا: "تعرفونني وتعرفون من أين أنا". لكنه حينما تحدث مع الفريسيين قال: "وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب" [14]، إذ كان يتحدث عن طبيعته الإلهية، كشخص يتحدث عن الأساس الذي به هو بكر الخليقة (كو 1: 15) . العلامة أوريجينوس القديس أمبروسيوس ليت ذاك العاجز عن أن يرى ما سيظهره له الرب يومًا ما ألا يطلب أن يرى بل أن يؤمن. ليؤمن أولًا حتى تُشفى العينان اللتان بهما ينظر . بالحق انتهر السيد التلميذ، إذ رأى ما في قلب السائل (يو 14: 9). إن كان الآب بنوعٍ ما أفضل من الابن، حتى أن فيلبس أراد أن يعرف الآب، بهذا لم يعرف الابن، إذ ظن أنه أقل من الآب. فلكي يُصحح مثل هذا المفهوم قيل: "الذي رآني رأى الآب، فيكف تقول أنت أرنا الآب؟" (يو 14: 9)... لماذا تود أن تكتشف وجود مسافة بين من هما متشابهين؟ لماذا تتوق إلى معرفة منفصلة بين من هما غير منفصلين؟ ما قاله بعد ذلك لم يكن لفيلبس وحده، بل لهم جميعًا، هذا يلزم ألا نضعه كما في زاوية، حتى يمكننا بمعونته أن نفسره بأكثر حرص . القديس أغسطينوس القديس يوحنا الذهبي الفم إنه يدين الشيطان، لذا فُحص طريقه، أما الملائكة المختارون فلا يحتاجون أن يُسألوا من أين جاءوا، إذ طرقهم معروفة لله، إذ هم كمن يمثلون حركته، إذ هم خاضعون لإرادته وحدها، ولن يمكن أن يكونوا غير معروفين له. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|