|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَكِنَّكَ كَتَمْتَ هَذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَكَ [13]. كان أيوب في صراعٍ بين هذه النعم الإلهية المجانية ورعاية الله الفائقة للحفاظ على الجسم كما على النفس، وبين ما سُمح له بأن تحلّ به متاعب لا تُحتمل. لهذا يقول: "لكنك كتمت هذه في قلبك"، أي أن الأمرين يتفقان معًا خلال مشيئتك المكتومة في داخلك، لا يستطيع أحد منا أن يدرك أعماقها. إنه في يقين من نحو عناية الله ومن نحو سماح الله له بالألم: "علمت أن هذا عندك". * "إذ كتمت هذه في نفسي، أعرف أنك تستطيع كل شيء، ولا يستحيل عليك شيء". ألا ترون أن إمكانية معرفة الله معلنة في خليقته (رؤ 1: 19)؛ فإنه يكفيني خلقتي أن تظهر لي وجود الله وقوته دون حاجة إلى السماء؟ فإننا إذ خُلقنا هكذا، أن نوجد من حيوان منوي (بذرة)، وأن نكون بهذا العون، ولا يسمح لنا بالسقوط في مخاطرٍ، هذا كله يكفي ليظهر قوة الله وسلطانه. وذلك كما في حقيقة حفظ الخاطي وعدم معاقبته (هنا)، وفي تأديب البار ومعاقبته. القديس يوحنا الذهبي الفم أي شيء يمكن أن يكون مستحيلًا عليه؟ فإن كنت جعلت الطين على صورة الله (تك 2: 7)، وجعلت التراب يعبر إلى درجة الكائن العاقل، إن كنت تهب الكائنات الأرضية سعادة تعادل ما للكائنات السماوية، كيف لا تقدر أن تصنع معجزة لي؟ الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
|