|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* في هذه المعركة العظيمة، إذ يعيش الإنسان تحت النعمة فتعينه، وبالتالي يحارب حسنًا ويفرح في الرب بمخافة، فإنه لا يحتاج إلى مقاتلين جبابرة أو مهلكين عتاة لأجل إماتة أعمال الجسد، إنما يمكننا الشفاء من بعض جراحات الخطية بهذا القول اليومي: "وأغفر لنا ذنوبنا" (مت 6: 12)، مجاهدين بهذه الصلاة ضد الرذائل وضد الشيطان رئيس الرذيلة بحرصٍ عظيمٍ جدًا وحذاقة بالغة، مبطلين مشوراته المميتة التي يقدمها ألا وهي عدم إدانة الإنسان نفسه وتقديم أعذار يبرر بها خطاياه. هذه المشورات (الشيطانية) ليست فقط تترك الجراحات بغير شفاء، بل تدفع بها إلى أضرار خطيرة ومهلكة. وهنا تظهر الحاجة إلى عفة مملوءة حذرًا، حتى تقمع شهوة الكبرياء البشرية، حيث يسر الإنسان بنفسه، ولا يريد أن يرى في نفسه أنه مستحق للوم. فإذا أخطأ يستنكف من الاعتراف بخطئه، وبدلًا من أن يتهم نفسه بتواضعٍ مشفي، يبحث لنفسه عن عذر يقدمه بزهوٍ مميت. ولأجل قمع هذا الكبرياء، نجد ذاك الذي طلب العفة من الله بقوله "ضع يا رب حارسًا لفمي وبابًا حصينا لشفتي، ولا تمل قلبي إلى كلام شر"، يخشى لئلا "يتعلل بعللٍ". فإن هذا "التعليل" أكثر من كلام الشر .. فالشرير ينكر أنه شرير، بالرغم من ارتكابه الشر الذي لا يقدر أن ينكره. فإذ لا يقدر أن يخفي عمل الشر، لأنه واضح أنه قد ارتكبه، يبحث كيف ينسب الشر إلى غيره ظانا بهذا أنه يُبعد نفسه عما يستحقه. وإذا لا يرغب في نفسه أن يكون مجرمًا، يضيف إلى خطئه خطأ بتقديمه تبريرات. وبدلا من أن يتهم نفسه بخطاياه يقدم أعذارًا دون أن يدري أنه بهذا ينزع عن نفسه العفو لا العقوبة. القديس أغسطينوس |
|