|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ شَاءَ أَنْ يُحَاجَّهُ لاَ يُجِيبُهُ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ أَلْفٍ [3]. لا يستطيع إنسان ما أن يباري خالقه في المناقشة أو في النضال. لا يقدر الإنسان أن يجيب عن سؤال واحدٍ من بين كل ألف سؤال يقدمه الله له. لقد تكلم الله مع أيوب وعرض عليه عدة أسئلة، ووقف أيوب عاجزًا عن الإجابة عن أي سؤال منها (أي 38، 39). هكذا تقف حكمة الإنسان صامته في عجز أمام حكمة الله الفائقة. يوجه الله إلى الإنسان ألف اتهام، ولا يجد الإنسان إجابة ليبرر ما يفعله ولو في أمرٍ واحد من الألف، لأن الله لا يخطئ في حكمه. وهو يعرف أعماقنا أكثر من معرفتنا نحن لأنفسنا. ليس لنا إلا أن نضع أيادينا على أفواهنا كما فعل أيوب (أي 40: 4-5). * ألم اعترف لك بمعاصي، يا إلهي، وأنت نزعت أثم قلبي؟ إنني لا أناضل في المحاكمة معك، إذ أنت هو الحق. لست أود أن أخدع نفسي، لئلا يقف إثمي ضد نفسه. لذلك لست أجادل في أحكامك، لأنك "إن كنت تراقب الآثام يا رب فمن يقف؟" (مز 130: 3). * لست أجادل في المحاكمة معك، يا من أنت هو الحق. لن أخدع نفسي، لئلا تقف آثامي ضد الحق. لذلك لن أناضل في المحاكمة معك. لأنك إن كنت تراقب الآثام يا رب فمن يقف أمامك؟ (مز 3:130). * الله وحده هو البارّ والذي يبرّر، يهب الإنسان البرّ. إنهم يطلبون أن يُثبتوا برّ أنفسهم، بمعنى أنهم يظنّون بأن الصلاح هو من عندهم لا عطيّة إلهية. بهذا "لم يخضعوا لبرّ الله" (رو 10: 3)، لأنهم متكبرون ويحسبون أنهم قادرون على إرضاء الله بذواتهم لا بما لله. القديس أغسطينوس الآن من يناضُل مع الله لا يُنتسب إليه، بل ينسب لنفسه مجد صلاحه. ليت الإنسان القديس يعتبر أن ما قد ناله فعلًا حتى أعظم العطايا أهمية إنما إذا تمجد إنما بسبب ما ناله كهبة... وليقل: "من يحاججه لا يقدر أن يجيب واحد عن ألف". لأن من يناضل مع خالقه يعجز عن الإجابة عليه عن واحد من ألف. فإن الإنسان الذي يضع نفسه في موضع الكمال يبرهن على أنه ينقصه حتى بداية الحياة الصالحة نفسها. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس يوحنا الذهبي الفم |
|