صورًا مؤلمة عن الإنسان المرائي ويقصد به "أيوب"، يقدم لنا صورة مبهجة للإنسان الكامل، مطالبًا أيوب أن يترك رياءه ليسلك طريق الكمال. ولعله وهو يصف ما يتمتع به الإنسان الكامل من رضا الله عنه وعن ذبائحه وتقدماته، وكيف يملأ فمه فرحًا وشفتيه هتافًا، ويتمتع بالنصرة على الأعداء الذين يحزنهم الرب، وضع أمام نفسه والصديقين أليفاز وصوفر. وكأنه يدعو أيوب أن يترك شره الخفي ويقتدي بأصحابه الثلاثة، الذين في ذهن بلدد هم كاملون. يرى بلدد أن خيمة أيوب الشرير لم يعد لها وجود، أما هم فلهم مساكنهم محصنة بالله، يرى الأب هيسيخيوس الأورشليمي أن ما تحدث به بلدد بخصوص الكاملين في الرب ينطبق على أيوب، ففيما هو يتهمه بالشر ويدعوه إلى الكمال، إذا به يدافع عنه وهو لا يدري.