|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَدْ ذُبْتُ. لاَ إِلَى الأَبَدِ أَحْيَا. كُفَّ عَنِّي، لأَنَّ أَيَّامِي نَفْخَةٌ! [16] بجانب الكوارث التي حلت بالطوباوي أيوب سواء بخصوص ممتلكاته وموت بنيه ومقاومة زوجته له يضيف القديس يوحنا الذهبي الفم الأمور التالية التي جعلت من التجربة مرارة فائقة: [أولًا: عدم معرفته الأكيدة عن ملكوت السماوات والقيامة، الأمر الذي بالحق تحدث عنه حزينًا: "لا إلى الأبد أحيا، فيلزمني أن أحتمل الكثير" (أي 16:7LXX ). ثانيًا: شعوره بأنه مارس أعمالًا صالحة كثيرة. ثالثًا: شعوره بأنه لم يمارس شرًا. رابعًا: افتراضه أن ما حلٌ به من يدي الله، فلو أنها من يدي الشيطان لكان في هذا يخفف من مضايقته. خامسًا: سماعه من أصدقائه الذين يتهمونه بالشر، قائلين: "الله يغرمك بأقل من إثمك" (أي 6:11). سادسًا: يرى الذين يعيشون في الشر في رخاء، وينتفخون عليه. سابعًا: ليس أمامه آخر يتطلع إليه قد عانى بمثل هذه الأمور(323).] * "لتحرر حياتي من روحي، ونفسي من جسدي، وعظامي من الموت. فإنني لا أحيا إلى الأبد فألتزم أن أحتمل بصبرٍ"... كانت له الرغبة أن ينتقل من هنا... حتى صار جسمه منحلًا. لم يبالِ أيوب من تعرية عظامه. لماذا هذا؟ لأنه يقول بأن الحياة الحاضرة سريعة الزوال. "لا أحيا إلى الأبد". واضح أن أيوب يتكلم عن الحياة الأرضية. كيف يكون طويل الأناة في هذا الأمر؟ فقط لأن نوال السعادة يتطلب طول الأناة والصبر، أي السعادة العتيدة... حديث أيوب يحمل بوضوح تلميحًا عن الحياة المادية أنها ضعيفة، وفاسدة، غير مستقرة، سريعة الزوال، لا تحمل سمات الحياة الأبدية. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
|