28 - 02 - 2023, 02:34 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كَمَا يَتَشَوَّقُ الْعَبْدُ إِلَى الظِّلِّ،
وَكَمَا يَتَرَجَّى الأَجِيرُ أُجْرَتَهُ[2].
يشتاق العبد الذي يكد في حر النهار إلى الظل، هكذا يشتاق أيوب إلى الخروج من نهار هذا العالم بالموت ليستظل في القبر.
يشير طول الظل إلى نهاية اليوم بأتعابه، حيث يكون العامل مشتاقًا أن ينهي يومه. في الهند كان يُقاس الزمن حسب طول ظل الشخص. إذ سأل إنسان عن طول يوم عمله يُسال أن يقف في مكان به شمس ويُقاس طول ظله فيخبرونه عن الزمن. فمن يرغب في ترك عمله غالبًا ما يقول كم هو طول ظلي القادم؟
* "أنقذني من أعدائي يا رب، إليك التجأت" (مز 9:143). أنا الذي هربت منك مرة، الآن أهرب إليك. فقد هرب آدم من وجه الله، واختفى بين أشجار الفردوس، فقيل عنه في سفر أيوب: "كعبدٍ يهرب من سيده، ويجد ظلًا" (أي 2:7 LXX). لقد هرب من وجه سيده ووجد ظلًا. الويل له إن استمر في الظل، لئلا يُقال بعد ذلك: "كل الأمور تعبر كظلٍ" (الحكمة 9:5)(314).
* "مثل عبد يشتاق بشغفٍ نحو الظل، وأجيرٍ يتطلع إلى نهاية عمله، هكذا أنا أقتني أشهر الباطل، وأحصي الليالي المتعبة..." يركض بولس لاهثا ليمسك بهذا الظل، مشتاقًا أن ينطلق ويكون مع المسيح (في 1: 13). هذا الظل يقتنيه بالفعل القائلون بكل شهوة قلوبهم: "نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر" (مت 20: 12)... هذا هو السبب الذي لأجله يرتفع بولس على الدوام بجسارة في مواجهة النكبات، فإنه "كالأجير الذي يتطلع إلى نهاية عمله"... إذ يعلن أنه تثقل فوق الطاقة، قائلًا: "إننا تثقلنا جدًا فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة" (2 كو 1: 8). لكن كيف مسح من نفسه مجاري هذا التعب الشديد بمنشفة مكافأته، يخبرنا بنفسه عن هذا قائلًا: "فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" (رو 8: 18) هكذا كأجير يتطلع إلى نهاية عمله، مهتمًا أن يزيد من المكافأة.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|