|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَزُوا فِي مَا كَانُوا مُطْمَئِنِّين. جَاءُوا إِلَيْهَا فَخَجِلُوا [20]. إذ يتجه المسافرون في البرية نحو جدول مياه معروف، يشعرون براحة لأنهم واثقون أنهم يجدون ماءً للشرب، لكن تتحطم ثقتهم تمامًا حين يجدونه جافًا. هذا هو موقف أيوب نحو أصدقائه الذي كان يظن أنه يجد تعزياته فيهم، فإذا بهم يقدمون كلمات جافة وقلوبًا بلا حب، فيخيب أمله تمامًا من جهتهم. كانت ثقته عظيمة أن يشرب من مياه الجدول في وسط البرية. لكن طمأنينته ظهرت باطلة. لقد جاء الأصحاب إلى أيوب وخجلوا، وكما يقول البابا غريغوريوس (الكبير) إنهم لم يستطيعوا أن يهزوا فكر القديس بنقدهم العنيف المرّ. هذه هي مشاعر الطوباوي أيوب أن أصحابه قد صاروا في خزي، إذ فشلوا بكل افتراءاتهم أن يدخلوا به إلى اليأس، بل هم أنفسهم صاروا في ارتباك بجنون غباوة عنفهم. * "يخزون فيما أنا أترجى". عندما يصوب الأشرار شرورهم إلى الصالحين، إذ يرون رجاءهم الداخلي يهتز يتهللون، لأن خداعهم قد أثمر. إنهم يحسبون نشر أخطائهم أعظم ربحٍ اقتنوه، إذ يفرحون حين يهلك زملاؤهم. ولكن إذ يتأصل رجاء الإنسان الصالح في الداخل ولم يهتز وينحنِ إلى الأرض بالشرور الخارجية تخزى نفوس الأشرار، لعجزهم البلوغ إلى أعماق الذين في محنة، ويخجلون، إذ يظهر أن عنفهم بلا هدف. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|